في الأيام الأخيرة كنت بصدد قراءة مقال عن الاتجاهات الجديدة لشركة أديداس، شركة أديداس في سنة 2015 في مؤتمر الأمم المتحدة أقرت أنها من سنة 2024 ستكون أغلب منتجاتها مصنوعة من البلاستيك المعاد تدويره بالتعاون مع إحدى مؤسسات حماية البيئة والمحيطات، وبهذا ستعمل على المحافظة على البيئة والمناخ وفي نفس الوقت تقدم منتجات عالية الجودة، هذا النوع من القرارات يكون في الغالب لخدمة الاستراتيجيات التسويقية الخاصة بالشركة ويطلق عليه التسويق القائم على القيم Purpose-Driven Marketing.

التسويق القائم على القيم هو استراتيجية تستخدمها منظمة لتركيز جهود اتصالاتها الخارجية مع العملاء من خلال قضية اجتماعية تهم العميل والمجتمع وفي نفس الوقت تتوافق مع قيمها الأساسية. الهدف من التسويق القائم على القيم هو أن تطور المنظمة علاقة أعمق مع قاعدة عملائها من خلال إنشاء اتصالات حقيقية تستند إلى القيم المشتركة بين المؤسسة والعميل.

تعتبر هذه الخطوة خطوة مهمة لشركة أديداس للجيل الحالي جيل Z، الجيل Z هو في طليعة تشكيل هذه الثقافة الجديدة التي تحركها القيم. لا تستطيع المؤسسات إهمال نهج هذا الجيل في الاستهلاك، إذا كانت تريد النجاح والاستدامة على المدى الطويل، وقد ساهمت جائحة COVID-19 في السنوات الأخيرة في ضرورة العمل على هذا الاتجاه والنجاح القادم للمؤسسات في السنوات المستقبلية لم يعد مرهونا فقط بالمخططات التقليدية التي تركز على الازدهار المالي ولكن مرهون بشكل كبير بالمساهمات المجتمعية والقيم التي تخدمها الشركة.

نحن نعيش في عالم سريع التغير، حيث تحول العملاء الذين اعتادوا قبول ما تخبرهم به العلامة التجارية إلى العملاء الذين يتوقعون قيمًا قابلة للتنفيذ من هذه الشركات نفسها. إنهم يريدون أن يروا كيف تقود العلامات التجارية القيمة المجتمعية فعليًا وأن يروا دليلًا على أنها ليست مجرد حملة تسويقية لطيفة ولامعة.

في الوقت الحالي وهذا الجيل أصبح العالم أكثر صلة بالقضايا الاجتماعية، المستهلكون اليوم يطالبون المؤسسات باتخاذ مواقف صريحة وشفافة بخصوص القضايا الاجتماعية مثل العنصرية والأديان إلى آخره.

من وجهة نظركم هل المنظمات التي تختار عدم دمج التسويق القائم على القيم في ثقافتها أو تلتزم الصمت في القضايا الاجتماعية المهمة لفئتها المستهدفة ستجد نفسها خارج مضمار المنافسة، أو لا؟