من سنتين كنت أشاهد التلفاز أنا وأطفالي في قناة كرتونية، وقت الفاصل كان دعاية عن جبن البقرة الضاحكة، في هذه السنتين ظهرت منتجات أجبان محلية عديدة في بلدي، بعدما كان جبن البقرة الضاحكة محبوب الجماهير، والمنافسة تقريبا منعدمة.

 الأمر هذا تسبب في تراجع المبيعات، في البداية كانت الإشهارات للشركة أغلبها تستهدف الأم والأسرة، لكن

في الإشهار هذا الوضع كان مختلف الشركة استهدفت الأطفال، قامت بوضع صور بعض الأطفال على علبة الجبن، وقدمت دعوة لباقي الأطفال حتى يطلبوا من أهلهم إرسال صورهم أو رفعها على موقع الشركة، حتى يتحصلوا على علبة تحمل صورته الخاصة.

وفي سنة 2015 أطلقت شركة كوكاكولا حملة بنفس المعنى، الشركة طلبت من فريق التسويق الخاص بها جمع أكثر الأسماء منتشرة في كل بلد، وطبع هذه الأسماء على عبوات المشروبات، ورافقت هذه الخطوة بإطلاق هاشتاج ShareaCoke # حملة *مشاركة الكولا*، ومن بين الأفكار التي رافقت هذه الحملة أنك تشتري كولا لنفسك باسمك وتشارك صورتها تحت هذا الهاشتاج، أو تقدم عبوة كهدية لشخص آخر تحمل اسمه ونفس الأمر تشارك الصورة مع الهاشتاج.

ونفس الأمر قامت به شركة ستاربكس بكتابة أسماء الأشخاص على كوب القهوة وحتى أضافت جو المرح والضحك وكتابة بعض الأسماء بطريقة مضحكة وخاطئة، حتى كل شخص يكون اسمه مختلف على الآخر والتشجيع على نشر الصور على الإنستغرام. 

الحملات الثلاثة بالنسبة لي كانت تحت عنوان اجعلهم يشعرون بالتميز، أي شخص يحب أن يشعر أنه مميز، التركيز على هذا العنصر في الحملات الإعلانية تكون له نتائج طيبة على الشركة من ناحية التوسع وزيادة المبيعات وحتى على المستهلك يشعر بذلك الاهتمام والتقدير، يعني القضية تصبح رابح رابح.

نشر الفرح والمتعة والتحفيز على مشاركة ذلك مع الأهل والأصحاب من خلال مواقع التواصل الاجتماعي تصرف ذكي من فريق التسويق ، الحملة الإعلانية الناجحة في الوقت الراهن لا تكون ناجحة 100 بالمئة إذا لم يكن لها صدى رقمي.

الأمر الثاني في النجاح الاستهداف الصحيح، مثلا في حملة جبن البقرة الضاحكة لو تم استهداف الأم لكانت أقل نجاحا حتى لو بنفس الطريقة، لكن استهداف الطفل وتعزيز شعور التميز من خلال العبوة الخاصة من وجهة نظري كانت أكثر نجاحا.

وأنتم، هل شاركتم في حملات مثل هذه على مواقع التواصل الاجتماعي وكان السبب الأول الذي جعلك تشارك الشعور بالتميز والاهتمام من الشركة أكثر من اهتمامك بالمنتج نفسه؟