يعتقد البعض أن الشركات تعمل بمنعزل عن جميع الأحداث الجارية، وهي مغالطة أكدت عليها العديد من الدراسات العلمية والتجارب العملية، حيث تم التوصل إلى وجود الرابط القوي بين أعمال الشركات والأخبار والأحداث حول العالم.

ماذا لو أخبرك أحدهم أن هناك ما يربط بين مُنتج البسكويت ولُعبة كُرة القدم؟ قد يُنظر للأمر في بدايته كضرب من ضروب الخيال، ولكن في الحقيقة وجود علاقة جمعت بينهم وأدت لنتائج إيجابية لصالح الشركة المُنتجة.

انقطع التيار الكهربي في مباراة السوبر بول وهي مباراة البطولة السنوية للرابطة الوطنية لكرة القدم الأمريكية، مما أدى لانتشار الظلام بكل أرجاء الملعب، ومن هنا جاءت شركة أوريو التي تختص بإنتاج البسكويت الشهير لكي تُعطي خير مثال لمتابعة وتوظيف مايحدث حولها بما يدعم أهدافها ويُحسن من صورتها الذهنية لدى العملاء.

لم تكتفِ " أوريو" بفكرة مشاركة الحدث عبر منصات التواصل الاجتماعي، ولم تجعل تفكيرها مقتصرًا على التعليق حول الموقف للبقاء على آخر المستجدات ومواكبة الأخبار الأكثر تداولًا أو مايُسمى بالتريند. بل نشرت شركة أوريو صورة تحمل جوًا من الظلام بكل مكان مع تواجد بسكويت أوريو بشكل واضح لكي يأتي هذا التصميم مجاورًا لعبارة تقول: " لا يزال بإمكانك أن تغمس في الظلام ". 

لقت هذه المشاركة رواجًا كبيرًا عبر منصات التواصل الاجتماعي مما عاد على أوريو بزيادة يُمكن ملاحظتها، سواء في نسبة الأرباح عبر بيع المنتج أو الزيادة بأعداد المتابعين وحجم التفاعل مع منشورات الشركة. 

قامت " أوريو" بتطويع الحدث بما يتلائم مع خصائص المنتج، وهو ما نجحت فيه الشركة بكسب ولاء أفراد الجمهور وصُنع حركة اعتيادية تتعلق بتناول المُنتج وهي حركة " الغمس" حيث يُغمس المنتج عادة في اللبن.

لامجال للأعذار ولابديل للخروج عن المألوف والتفكير خارج الصندوق، وبذلك يُمكن تخليد هذه الحالة كمرجع لمعرفة سُبل النجاح والتقدم، عبر النمط غير التقليدي الذي يسعى للنجاح حتى في حالة الظلام الدامس.

كيف تؤثر الأحداث الجارية على مستوى العالم في أداء أعمال الشركات من وجهة نظركم ؟ وبرأيكم ماهي أفضل الأساليب التسويقية من أجل توظيف المواقف الواقعية بما يخدم أعمال الشركات؟