هذا الموضوع لا علاقة له بالتسويق الرقمي بالخصوص ولكن بالتسويق وخاصة التليفزيوني بشكل عام.

لو كنت متابعًا للشأن المصري وتتابع موقع فيسبوك وردود الأفعال على إعلان مدينتي المقرر إعلانه في رمضان، ستجد رودو الفعل الغاضبة والمتكاثرة بشكل كبير وحانق على طريقة عرض الإعلان لفكرة الهروب منالغوغائية والفقراء بشكل عام، وكيف أثار هذا سخط عديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعية، وكأن الإعلان يعايرهم بفقرهم أو عدم قدرتهم على الحصول على شقة هناك!

في الحقيقة أرى بغض النظر عن حقارة الوضع والعنصرية التي تفوه منه إلا أن شركة التسويق التي وجهت الإعلان ضربت هدفها تحديدًا، فالفئة التي يستهدفونها في الأصل هي الفئة الراغبة في الهروب من الغوغائية والهروب من الفقراء المقززين بعشوائيتهم وسطحيتهم (بحسب مفهوم الإعلان طبعًا)، هذه الفئة تستقي منتجاتها والأشياء التي تستهلكها بشكل عام من الرسالة الاعلانية التي تؤكد عليهم وتخبرهم أنه عليك الهرب من وسط هؤلاء العشوائيين والفقراء واصحاب اللغة الواحدة بدلُا من لغتين وخلافه!

هذا يؤشر على انحدار إخلاقي فظيع بالتأكيد في نظر هذه الفئة، وهذا ما تلعب عليه هذه المجتمعات والاعلانات! اهرب إلينا حيث كل شيء نظيف غير متسخ، لا ضوضاء مزعجة ولا باعة جائلين ولا مهرجانات (نمط غريب من الغناء المصري انتشر مؤخرًا)!

الاعلان نجح في جمهوره المستهدف تمامًا، بل إن حتى ردود الأفعال الغاضبة ستساعد هذه الفئة الراغبة في السكن هناك في حب المكان أكثر فأكثر!