في أحدى مراحل حياتك أو حتى في بعض المواقف ، قد تكون أنت من تقوم بالتشكيك بنفسك و قدراتك ..! 

قد تولد في هذه الحياة و أنت شخص ذو ثقة كبيرة بنفسك ، و في أغلب الاحيان من يمدك بهذه الثقة هم الأهل أولا و أخيرا ثم المحيط و البيئة الخارجية . 

تأتي بعد ذلك الثقة الأهم التي تأتي منك و تنبع من داخلك ، التي تقوم كشخص بتنميتها و تقويتها بمختلف الطرق و المهارات المكتسبة ؛ 

إلا أنك في بعض الاحيان قد تتعرض لما يُسمى ب ( الشك الذاتي ) و هذا قد يتسبب في قلة الثقة الذاتية الخاصة بك إذا لم تقم بالسيطرة عليه ! 

لذلك من المهم أن نتعرف إلى ماهية " الشك الذاتي " وكيف ينشأ ؟و عن آثاره الجانبية ، و طريقة التخلص منه تدريجيا .. 

ما هو الشك الذاتي ؟ 

يتلخص تعريف الشك الذاتي بأنه ( الصوت الداخلي الخاص بك الذي يُحادثك بطريقة سلبية يقلل فيها من قدراتك و امكانياتك ، مهما كنت واثق منها و من تمكنك منها ) . 

تخيل معي : 

تعلمت مهارة جديدة و أتقنتها كل الاتقان ، و عند رغبتك بتطبيقها أو إظهارها تشعر بأنك ستقوم بخطأ في تطبيقها ! أو أنك لن تستطيع تطبيقها بالشكل المطلوب ، أو الطريقة التي ستجعل من يرى تطبيقك لها يستنقصها ! بالرغم منك تعلمتها جيدا و اصبحت ماهرا فيها ! 

 هذا هو ما يسمى بالشك الذاتي ...

هو بطريقة أو بأخرى يقوم بزعزعة شعورك بالأمان ’ العملي أو التطبيقي ’ تجاه نفسك . 

كيف تنشأ الشكوك الذاتية لدى الشخص ؟ 

تنشأ الشكوك الذاتية عن طريق عدت أسباب ، قد تجتمع كلها لدى الشخص إنما قد يكون سببا واحدا منها كافيا لتوليد الشك الذاتي ، 

و للتطرق لهذه الأسباب علينا أن ندرك أن بعضها ينشأ مع الفرد منذ الطفولة ، بينما ينشأ البعض الآخر لتعرض الشخص لموقف يجعله في ضعف ثقة بنفسه ، و عند رغبته في القيام مرة آخرى بنفس المهارة السابقة أو مهارة جديدة تنتابه الشكوك في إمكانيته لقيامه بالشكل المطلوب الدقيق الذي لا يعرضه لنفس الموقف الذي أضعف ثقته في وقت سابق ... 

الأسباب المولدة للشك الذاتي : 

1-تربية الطفولة . 

بذكرنا أن الشك الذاتي قد ينشأ مع الشخص منذ طفولته فهذا يعني أن التربية التي يتلاقاها و معاملة ذويه له هي ما تولد الشك الذاتي لديه من عدمه ! 

و نحن هنا لا نتطرق للقيم و الأخلاق في التربية ، إنما نتطرق إلى ما يتلقاه من ردود الأفعال تجاه انجازاته البسيطة . 

فمثلا : عندما يقوم الطفل بإنجاز رسمة يعتبرها فناً سينتظر تلقي المديح على تلك الرسمة التي قد تبدو لك مجرد " شخابيط " بينما هو في الواقع يكون قد أخرج أجمل ما لديه لذلك ينتظر منك أجمل الكلام و المديح . 

و الأدراك بأن الطفل يتأثر بكل ما يحيط به في الصغر و يؤثر عليه و على تصرفاته في الكبر أمر كاف ليحسن الفرد من ردود أفعاله مع الأطفال مستقبلا .. 

2-النقد المستمر ..

تلقي الفرد للنقد المستمر أو حتى تعريضه لنفسه لذلك النقد ، يُنشئ لديه مع الوقت شكا ذاتيا ..

لذلك يُنصح دائما بالإبتعاد عن الأشخاص السلبيين و المحبطين ، الذين لن يثنوا أبدا على شيء قمت به أو حتى جزء من ذلك الشيء ! بل يستمرون بالنقد مرارا و تكرار ، و يفسره البعض منهم بأنه رغبة منهم في أن يقدموا لك النصيحة التي قد تفيدك إلا أنهم في الواقع مع النقد المستمر يولدون لديك شكا ذاتيا .

3- أخطاء الماضي ..

أن تقوم بتجربة و تفشل في النجاح فيها أمر يؤلم و يحبط ! و تؤثر تلك التجربة فيك بطريقة أو بأخرى تأثيرا سلبيا ؛ 

 إلا أنك يجب أن تقتنع داخليا أننا جميعا معرضون للأخطاء و الفشل ! 

حتى لو كنت في طريق صحيح و تعمل بكل جدك و اجتهادك .. 

لذلك ركز دائما و أبدا على المستقبل و على الانجازات التي تود تحقيقها و المهارات التي ترغب في تحقيقها .. 

4 - النقطة المهمة و المهمة جدا ! مقارنة النفس مع الأخرين ..

لا تقبل وضع نفسك في مكان بمقارنة شخص ، مهما كانت مكانة ذلك الشخص و قدراته و مهاراته ! 

و انهى بشكل قاطع أي شخص يحاول أن يقارنك بشخص آخر ، لا تسمح أن تكون تلك المقارنة تحت نطاق " التنافس ، أو حتى تصبح أفضل منه " كما يتم إخبارك دائما أو كما تقوم بإخبار نفسك بصوتك الداخلي ..

كيف يمكن التخلص من عادة الشك الذاتي ؟ 

دائما تأتي في مقدمة تطوير الذات نظرية " التدرج " و هو محاولتك لتغير عادة أو طبع أو فكرة لديك بطريقة تدريجية . 

حتى تتقبل التغير الذي تتوجه إليه و يتقبله عقلك الباطن و يؤمن به ..

لا شك بأن عادة أو حالة الشك الذاتي عائق مؤقت و قد يصبح دائم في طريقك لتحقيق نجاحاتك و أحلامك و أهدافك ، 

لذلك لابد من أن تقوم بالتخلص من هذه العادة لتصبح في طريق النجاح الصحيح ...

إليك الآتي : 

1- تحديد الشكوك و فهمها .

في أول خطوة للتغلب على الشك الذاتي هي تحديد مصدره و نشأته ،أي هل هو من تجربة سابقة أم هو لدى الشخص منذ الطفولة ! 

حتى يستطيع التعامل معه بالطريقة الصحيحة . 

و لان الشك الذاتي قد يصبح في حالة متقدمة وسواسا قهريا عليك معالجته منذ البداية ، و لان بداية العلاج هي الإقرار بالتعرض لهذه الحالة فعليك أن تقر بها في حال شعرت بأن لديك ما يحول بين انجازاتك و يشعرك بالعجز في تطبيق مهاراتك .

2- راجع أفكارك و معتقداتك .

تتغير أفكار الفرد و معتقداته من وقت لأخر ، و لان التغيير في التفكير أمر لابد منه فعليك التفكير في الجوانب الايجابية و المواقف الايجابية لما تقوم به أو ما قمت به في وقت سابق . 

و بطريقة أو آخرى قد يكون الموقف الذي تولد لديك منه شكا ذاتيا مفيد لك في إدراك النقطة التي اخطأت بها ، لتقويتها و تحسينها و تجنب تكرارها في المرة القادمة . 

3- تطبيق نظرية التعميم لغة الجهلاء !

لا تعمم بأنك اخطأت في كامل التجربة ! و تعمم الخطأ و تحصره في كونك " أنت " كشخص من تسبب في ذلك الخطأ و فشل تلك التجربة ! 

قد تكون اخطأت بالطريقة التي قمت بتطبيق التجربة ، أو اخطأت في تفصيل معين هو ما تسبب بالفشل و ليس أنك فاشل كشخص ! 

و تذكر أن ما تشعر بأنه فشل و اخفاق و خطا قد يراه أحدهم انجازا ، و اعتبره بداية جيدة لطريق النجاح عن طريق التجارب العديدة ..

4- تفريغ الطاقة السلبية للمواقف و اخراجها ..

ان تخفي طاقتك السلبية التي جعلتك محط قلة ثقة بنفسك أو جعلتك تشك بذاتك ، قد يولد لديك تراكما تؤثر على تصرفاتك و انجازاتك ! 

لذلك عليك أن تخرج كل هذه المشاعر السلبية بطريقة تجعلك مرتاحا و لشخص يعزز ثقتك بنفسك و يحفزك ذاتيا ، حتى تستطيع الخروج من ذلك المحيط .. 

5-انجح من اجل نفسك و ليس من أجل الآخرين .. 

ضع دائما اهتمامك الأول و الأخير في أن تكون ناجحا من أجل نفسك ، و ليس من أجل الأخرين أو من أجل إعجابهم بك . 

فإن اهتمامك بما يظنه الناس عنك أو بما يقولونه عنك سيجعلك في قلق دائم ، و سيجعلك تتأثر بما يقولونه لك سواء كان ايجابيا أو سلبيا ! 

الأمر الذي سيجعلك في قلة ثقة من قدراتك بنفسك و يولد لديك شكوكا داخلية . 

أخيرا ..

 أقتبس كل أنجاز و نجاح أو خطوة تقوم بها ، وضعها نصب عينيك دائما !

أستلهم قوتك و ثقتك من كل نجاح سابق و من كل ما قمت بع من طريقة و خطوات للوصل إلى النجاح ! 

و تذكر دائما أن الفشل و الخطأ أمر وارد و في بعض الأحيان يكون شر لابد منه ، للتعلم من الأخطاء و عدم تكرارها مستقبلا .