حبيبتي فلسطين...

دموعكِ ملحٌ في جروحي الملتهبة،صراخكِ مزّق شراييني وأربك نبض قلبي،عيناكِ الذابلتانِ سلبتا النوم من عيوني،من أين تستحملين الضرب؟من الاحتلال أم الخونة أم العرب المتصهينين؟!

مات صلاح يا قدسي،فمن أين لنا بصلاحٍ آخر؟!

أحاول النوم فأسمع أنّاتها ،هي لا تدري أتبكي القدس أم غزّة!

كيف لأرضها الطّاهرة أن تُدنّس بأرذل وأنجس وأجبن خلق الله؟!

هي أرض الطهارة للطاهرين،أرض العزّة لا تحتضن الأذلّاء،أرض السلام التي لم ترى يوماً سلاماً -كما قال درويش-.

اتّكأت عليها بكامل ضعفي،كانت قويّة رغم هزلها، عنيدة رغم مُصابها،صامدة كما زيتونها ،متجذّرة كسنديانها،أبكي وتربّت هي على كتفي.

لم أتعجّب من ثباتها ،فهي التي أرضعتنا الشجاعة عندما رضع عدوّنا الخوف،أرضعتنا العزّة قبل أن يرضع الذل.

سألتني عن حال قدسنا،أقصاها،شهدائها وأسراها ورجالها ،عن المرابطين في أرضها العذراء،ثم عادت عيونها لتدمع من جديد،وسألتني عن غزّتنا،تُرى ما حال أهلها؟أطفالها الذين سُلبوا طفولتهم قبل أن يبدّلوا أسنان الحليب،نسائها اللائي ينجبن فيربّين رجالاً تعزّ عليهم بلادهم وأنينها،فترخص عليهم أرواحهم في سبيل وطنهم،سألتني عن حجارتها وعماراتها وبيوتها ومخيّماتها التي تؤكّد حقّنا في هذا الوطن السّليب.

سألتني عن قسّامها،فاطمأنّت واستكانت؛لأن بلاد يحرسها أبناء القسّام لا بدّ من تحريرها حتى وإن تخاذل رئيسها،ففي البلاد الحرّة،لا مكان للمتقاعسين.

-بتول نزّال.