كان "دوستويفسكي" مفتونًا بالإنسان مأخوذًا بتعقيداته ليصبّ كل اهتمامه الأدبي على فهم طبائع البشر وإدراك اختلافاتهم والنفوذ إلى أعماق أرواحهم ورسم صورة كاملة عن مختلف أشكال حياتهم وأفكارهم ومشاعرهم إنه يحاول استكشاف سلوك الإنسان باعتباره كائنًا غير منطقي تتأثر أحلامه ومخاوفه وآلامه بأشكال مختلفة لا تتبع منطقًا واضحًا أو طريقًا واحدًا.

تقوم روايات دوستويفسكي على المعارضة بين إرادة الإنسان ومصيره الذي لا فكاك له منه الإنسان الذي ينخرط مدفوعًا بالأمل والرغبة في وجود لا يفهمه ولا يستطيع أن يمتلك المعاني فيه امتلاكًا كاملًا أبدا

يحاول دوستويفسكي عرض ما في الإنسان من "فجيعة روحية" بتعبير "ألبيريس" ويختار في كتاباته الكلمات الأشد سوداوية لوصف حالة شخصياته ومعاناتهم حين بدأ دستويفسكي مسيرته الكتابية بالترجمة من الفرنسية كان يختار أكثر المرادفات الروسية كابوسية وسوداوية يبسط دستويفسكي سرده المشوق على كثير من الحوادث التي لا رابط ظاهري بينها لتجتمع كلها خالقة فجيعة ما وألمًا هائلًا وكأنه لا يريد أن يترك قارئه دون أن يجعله يرتجف ألمًا وإشفاقاً على معاناة الإنسان وعجزه أمام مصيره.