أتذكر جيدًا شعوري في بعض المحاضرات الجامعية، حيث كنت أحدّق في الساعة كل دقيقتين، وأظن أن الحصة أوشكت على الانتهاء، لأتفاجأ أنها لم تمضِ سوى خمس دقائق! بينما عندما أقضي يومًا مع أصدقائي، يمر الوقت كثواني معدودات!

في لحظات الانتظار أو الملل، تبدو الدقيقة وكأنها لا تنتهي، بينما في أوقات المتعة أو التركيز، تمر الساعات وكأنها ومضة. هذا التباين في إدراك الوقت ليس خللًا في عقارب الساعة، بل انعكاس لما يُعرف بـ"الزمن النفسي"—ذلك الزمن الذي لا يُقاس بالساعات، بل يُقاس بما نشعر به ونعيشه.

علميًا، الزمن النفسي هو إدراكنا الذاتي لمرور الوقت، وهو يختلف تمامًا عن الوقت الفيزيائي الذي تقيسه الساعات. بينما يظل الوقت الخارجي ثابتًا ومحايدًا، يخضع الوقت النفسي لتقلبات وعوامل نفسية وذهنية قد تجعله يتمدد أو ينكمش داخل وعينا.

من تجاربكم، لماذا تمر بعض الدقائق كالدهر وأخرى كالبرق؟