أحيانًا نتفوه بقصص وأحاديث ثم نندم لاحقًا أننا شاركناها مع شخص آخر خصوصًا إن لم نحصل على رد الفعل الذي انتظرناه. وحتى إن حصلنا على رد فعل جيد فقد يتبادر إلى أذهاننا أننا أخطأنا حين أفصحنا بذلك الأمر عن أنفسنا.

على سبيل المثال: نتعرف على شخص لأول مرة، وفجأة نخبره بالكثير عن قصة حياتنا ونحكي له الكثير من تجاربنا مما يجعله يكتشف الكثير عنا ونحن بدورنا نساعده في تكوين انطباعات سريعة عنا حين يرى فينا جوانب لم يكن من المفترض أن تظهر له في تلك المرحلة من العلاقة، وحينها لا يجب أن نشعر بالغرابة إذا هرب. أحيانًا نمارس الإفراط بالمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي كذلك؛ ونتعرض لمشكلات لا داعي للحديث عنها جراء ذلك.

يرى المختصون أن الإفراط بالمشاركة قد يحدث للأسباب التالية:

  • يكون بحاجة إلى من يسمعه ويشعر بأنه يحتاج إلى إخراجه فينفذ ذلك بشكل أكثر من الحد الطبيعي.
  • يفعله بدافع الحماس لا أكثر ولا أقل، فيتكلم بدون تفكير ويقول أشياءً يندم على ذكرها لاحقًا.
  • رغبةً منه في تسريع العلاقة مع شخص ما والتقرب منه فيحكي له الكثير عن نفسه اعتقادًا منه بأن ذلك يوحي للطرف الآخر بأنه يشعر بالارتياح في الحديث معه.
  • لأجل كسر الصمت فنبدأ في الحديث بشكل عشوائي عن أي شئ مما يوقعنا في فخ الإفراط بالمشاركة.

في مواقف الاعتذار مثلًا قد يكفي توجيه الاعتذار مع ذكر السبب باختصار، وسيفي ذلك بالغرض، بينما من يقعون في الإفراط بالمشاركة قد يقصون الكثير من التفاصيل غير المهمة بدون داعي حتى يقبل الطرف الآخر الاعتذار منهم.

على كل حال، من منا لم يندم على إفراطه بالمشاركة في موقف ما!

كيف نعرف ما يجب مشاركته وما يجب الترفع عنه؟ وبالنسبة لكم؟ ماذا تحبون أن تشاركوا مع الآخرين وما الأمور التي تحتفظون بها لأنفسكم؟