السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يعاني الكثير منّا بحالةٍ مزاجيةٍ سيئة لفترة طويلة، لا يعرف كيف يخرج منها، في رأيك هل هي بسبب الروتين اليومي؟، أم هي نقص في فيتامين معين في الجسم؟، أم هي حالة مرضية؟
هل الحالة المزاجية السيئة متعلقة بنقص فيتامينات معينة في الجسم؟
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
يمكننا أن نعزي الحالة المزاجية غير المستقرة لعدة أسباب، ومن الجيد فعلًا أن نعمل على حصر هذه الأسباب للبدء في خطوة إيجاد الحلول.
نقص الفيتامينات عامة ونقص فيتامين د خاصة هو سبب رئيسي لاضطراب المزاج بل والوصول للاكتئاب، المشكلة هنا تكمن في الحاجة للتعرض للشمس وتناول مكملات فيتامين د رفقة وجبة غنية بالدهون الصحية ليسهل امتصاصه، مع التركيز على عدد الوحدات التي تؤخذ يوميًا، ثم في المرتبة الأخيرة سيأتي الاهتمام بالنظام الغذائي.
أكرر عليكِ ما قالته لي طبيبتي ذات يوم الشمس عامل مهم وجذري في العلاج.
سبب آخر يؤثر على الحالة المزاجية هو التشتت وضياع الوِجهة وغياب الدافع والهدف، هذه الحالة يترتب عليها مشكلة في تنظيم الوقت مما يؤدي إلى ضياعه ليسبب مزيد من التوتر والانزعاج. وعليه، أرى أن إعادة هيكلة البوصلة الحياتية وترتيب الأولويات والمسؤوليات ومعرفة دوافع كل منها وكتابة ذلك على الورق سوف يخفف الكثير جدًا من الضوضاء العالقة في الدماغ.
سبب لا يختلف عليه اثنان وهي الأوضاع الجارية في عالمنا الإسلامي وما يحدث لإخواننا، شئنا أم أبينا هذا يؤثر تأثير جذري على وضعنا النفسي، ولو اطلعتِ على مساهماتي الأخيرة ستري إلى أين وصلت حالتي واضطررت على إثرها للاستشارة النفسية، وقالت المختصة أن هذه هجمات اكتئاب ناتجة عن التعرض للأحداث المتسارعة والأليمة.
لا يمكن أن نغفل كذلك أن المسؤوليات الحياتية وتدهور الحالة الاقتصادية له يد في تغير المزاج وتوتره.
بعد كل محاولات الحل القائمة على الوعي والإدراك، يمكننا الاستعانة باستشارة مختص نفسي موثوق للمساعدة في التوجيه والنصح.
نقص في فيتامين ب12 يمكن أن يؤدي إلى تغيّرات المزاج، وطبعاً يشمل بما في ذلك هذا الأمر الاكتئاب والقلق وهنا ونقص أيضاً فيتامين ب9 "حمض الفوليك" يمكن أن يؤدي أيضاً إلى ذات النتائج، أنا أعتقد أنّ هناك علاقة وثيقة بين نقص الفيتامينات والحالة النفسية، إجمالاً أي نقص بحاجات الجسم أو أي عرض مرضي أو مرض يمكن أن يؤثّر على المسائل النفسية، برأيي أصلاً الجهاز العصبي النفسي في الإنسان خُلق لهذا الغرض، أي كمؤشر حقيقي على حالة الإنسان الحقيقية بغض النظر عن شكل جسمه الخارجي الذي قد لا يوشي نهائياً ولا يبيّن بأنّ هناك مشكلة حقيقية يعاني منها الشخص، لذلك إذا كنت تعانين فعلاً من مزاج سيئ، فمن المهم أن تذهبي برأيي إذا استمرّ ذلك إلى طبيبك لاستبعاد أي حالات طبية كامنة، لإنني كما قلت سابقاً أنّ الجهاز العصبي والنفسي أراه كمؤشر على خلل، مؤشر طبيعي، يمكنك أيضاً التحقق من مستويات الفيتامينات لديكِ عند الطبيب والتوصية بأي مكملات غذائية ضرورية إن لزم الأمر، لكن لا تأخذي هذه الأمور وحدك.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أعتقد بأنه قد يكون السبب وراء الحالة المزاجية السيئة متعددة الملامح، ومن بين الأسباب المحتملة برأيي هي الروتين اليومي المتكرر الذي يؤثر على الحالة المزاجية، فالروتين اليومي الذي نستيقظ عليه مزعج حقا، إلا أنه من المهم أيضا النظر في عوامل أخرى محتملة مثل التغذية والنوم والصحة العامة، واستخدام التقنية والهواتف في أوقات متأخرة، لذلك ينصح دائما بالتحدث مع الطبيب المختص لاستبعاد أي حالة مرضية محتملة قد تكون وراء هذه المشاعر كالاكتئاب الحاد المرضي مثلا.
في رأيك هل هي بسبب الروتين اليومي؟، أم هي نقص في فيتامين معين في الجسم؟، أم هي حالة مرضية؟
قد تكون بسبب كل الأسباب التي ذكرتها وأسباب أخرى، لذا الأفضل أن تتحري حول هذه الأسباب مع استشارة المختصين، قومي باجراء تحاليل، لكي تتأكدي إذا كان لديك نقص في فيتامين ما، لأن النقص في الفيتامينات لن يكون تأثيره ضارا على صحتك النفسية فقط، بل أيضا من الممكن أن يسبب لك مشاكل صحية أخرى على المدى الطويل، لذا الأفضل دائما للصحة العامة هو عمل تحاليل وفحوصات كل فترة معينة، كل بضع شهور مثلا، روتين حياتك مهم بالطبع، عادات النوم إذا كانت معكوسة أي تنامين بالنهار وتسهرين في الليل، نظام غذائك غير صحي، عدم ممارسة الرياضة، عدم ترفيه نفسك بالشكل الكافي، عزلتك، أشياء كثيرة في نمط حياتك تؤثر بالفعل على مزاجك ونفسيتك، لذا قومي بمراجعة شاملة لما تفعلينه بيومك وابدأي بتغيير عاداتك التي تؤثر بالسلب عليكِ بالتدريج.
استشارة طبيب نفسي مختص دائما أفضل نصيحة أنصح بها أي شخص يعاني نفسيا لفترة طويلة، هذا دورهم في الأساس، مساعدة الآخرين على فهم ما يحدث معهم وإيجاد أكثر طريقة مناسبة لهم ليتخطوا، لذلك إذا هناك فرصة للحصول على مساعدة احترافية من شخص مختص، لا تتردين.
التعليقات