عاد شهر الخير وعادت أيامه ولياليه الفضيلة، التي تنعش الروح وتعطي للحياة معنىً خاصاً..

يغير رمضان حياتنا بشكل كبير، وخاصة من الناحية الجسدية بسبب تبدّل نمط حياتنا المعتاد ليلائم اوقات الإفطار والسحور والصلوات، فما هي أفضل خطة يمكن أن نتبعها لنساعد جسدنا على التأقلم بسرعة مع الشهر الكريم؟

إليكم بعض الخطوات البسيطة التي تحدث الفارق وتجعلنا نستمتع بكل لحظة من رمضان.

الخطة تبدأ من قبل دخول الشهر بأسبوع او عشرة ايام، لتهيئة الجسم على نظام الحياة الجديد.

ما رأيك بالصيام عن الطعام إلى الظهر او العصر مع شرب القليل من الماء؟ سيكون هذا تدريبا لطيفا للجسم، أيضا من الممكن تأخير الوجبة الرئيسية في اليوم إلى وقت قريب من وقت الافطار فيعتاد الجسم على تحمل الجوع إلى مثل هذا الوقت.

لو كنت من المدخنين أو الناس الذين يشربون القهوة والمنبهات بكثرة، من المستحسن ان تبدأ بالتقليل التدريجي من شربها لكي تتجنب الأعراض القاسية للحرمان منها خلال الصيام، ويا حبذا لو تعمل على الإقلاع عنها وخاصة عن السجائر والنرجيلة..

من المهم أيضاً إشباع حاجة الجسم من السوائل بشرب الماء والعصائر وغيرها كي لا تعاني من الجفاف أثناء الصيام..

خطوات بسيطة أخرى توفر لك الراحة مثل شراء حاجياتك الاساسية كي لا تضطر للتسوق بشكل متكرر وانت صائم، وأيضا تحضير بعض الوجبات التي يمكن حفظها واستخدامها عند الحاجة لتوفير الجهد.

أما بعد دخول الشهر الكريم يمكننا بطرق بسيطة ان نتفادى المشاكل المعتادة التي تواجهنا كل سنة مثل مشاكل المعدة من تخمة وعسر هضم ودوخة وجفاف وغيرها..

بداية بوجبة السحور التي يجب ان نعطيها أهمية كبيرة لأنها العماد الذي سيستند إليه الصائم خلال يومه، يةب أن تكون وجبة متكاملة غنية بالعناصر الغذائية، بروتينات دسم وكاربوهيدرات لتمدنا بالطاقة في يوم الصيام، نشرب الماء بشكل متقطع ونتجنب المأكولات المالحة والحامضة والسكريات.

خلال اليوم قد لا نستطيع ان نغذي أجسادنا ولكن الفرصة متاحة لنغذي ارواحنا بالصلوات والتعبد والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى.

التحدي الحقيقي يقبع على طاولة الإفطار التي تحوي أشهى الاصناف، يجب أن نكسر الصيام بكأس ماء وعدة تمرات، او لقيمات صغيرة من الطعام لنهيء المعدة لاستقبال الطعام بعد يوم طويل من الصيام وخاصة في الأيام الأولى، بعدها تفضل المعدة وجبة خفيفة كالحساء ثم يمكن الاكل بشكل طبيعي..

من الهام جدا ان نتناول طعامنا بهدوء دون الاسراع في الالتهام لكي لا ندخل كميات من الهواء إلى جوفنا مع الطعام ما يسبب غازات وعسر هضم وتخمة. وأيضاً حاول ان تتناول كفايتك فقط مهما كان الطعام شهيا لأن الفائض سيخزنه جسمك بشكل دهون ولن تعجبك النتيجة في أيام العيد، وهنا ارغب في لفت الانظار إلى عدم إحراج الضيوف وإجبارهم على تناول كميات كبيرة من الطعام واحترام رغبتهم في تناول ما يكفيهم.

بعد الإفطار لا تستسلم للنعاس او الرغبة بالاستلقاء، يفضل ان تتحرك قليلا لمساعدة جهازك الهضمي على القيام بعمله، من الممكن الخروج في نزهة مشي قصيرة والتمتع بليالي رمضان.

تناول وجبة خفيفة من الفواكه او المكسرات بين الإفطار والسحور، واشرب الماء بكميات مناسبة لتتجنب العطش الشديد في اليوم التالي..

تذكر بأن تتمتع بكل لحظة مع الأحباب والأصدقاء، سامح وتخلى عن الحقد والضغائن ولا تنسانا من صالح الدعاء.