وهم الوزن المثالي... هل تعرف أنه لا يوجد ما يسمى بالوزن المثالي ؟

حقيقةً قد أرشح مصطلحا ثالثا بخلاف هذا وذاك من واقع خبرة الحياة:

"الصحة المثالية"

أن تكون خفيف الحركة واسع الصدر (fitness- wise جسديا وروحيا أو معنويا/خُلقيا بالمناسبة) قوي البنيان متجدد النشاط (مرة أخرى جسديا وروحيا أو عقليا) وطبعا الأهم قوة جهاز المناعة والسلامة (العافية عافنا الله جميعا والمؤمنين) من الأمراض العلل.

لكن الأطباء يتحدّثون كثيراً عن الوزن المثالي وخاصّة أطباء التجميل ويضيفون لهذا الأمر الكثير من المعادلات والرؤى، واحدة من أبرز تلك المعادلات وأبسطها، هو أن الوزن يجب أن يكون رقمي الطول الأول، يعني مثلاً لو كان لدينا فتاة طولها 160 سم فهذا يعني أنّهُ يجب أن يكون وزنها 60 كيلوغراماً فقط، هذا وزنها المثالي، وبالفعل بالمناسبة، حين راقبت مخرجات هذا الأمر فأستطيع أن أقول أنّه يخرج منها أجسام متسقة، قد لا أدرك تماماً في حال كانت هي الأجسام والأوزان المثالية، ولكنّي أستطيع أن أقول أنّها مخرجات لأجسام متناسقة.

والأهم من ذلك يا مريم هو الوزن الصحي الذي يتحقق بالتبعية عند الوصول إلى الوزن الصحي. الفكرة في ان نستمع إلى أجسادنا، وأن نقدم لها احتياجاتها التي تختلف من شخص لآخر، وهذا بالطبع يجب أن يكون في إطار صحي بالبعد عن الخيارات السيئة سواء فيما يتعلق بالأكل والحركة، وتفضيل الخيارات الصحية دائما.

موضوع شيق يكشف حقيقة وهم الوزن المثالي، الذي لازمنا عقوداً طويلة. هذا الوهم الذي كان سبباً في كثير من المعتقدات الخاطئة التي أثرت على صحة الفرد وما تزال، مثل: محاولة إنقاص الوزن عبر تقليل السعرات الحرارية بصرف النظر عن نوعية الطعام المتناول، بدلاً من الاتجاه نحو تناول الأطعمة الصحية.

فبينما يخلو البيبسي دايت مثلاً من السعرات، ويعتبر مشروباً «مثالياً» لا يزيد أوزاننا مقارنة بعصير فواكه فيه سعرات جيدة مثلاً؛ فإنه مضر وغير صحي. وعليه، فإن محاولة خسارة الوزن عن طريق اختيار أطعمة غير صحية قليلة السعرات بهدف الوصول إلى «الوزن المثالي» هو خطأ شائع، يتمثل في وهم الوزن المثالي، واختيار أطعمة قليلة السعرات بصرف النظر عن قيمتها الغذائية.

من هذا المنطلق، علينا أن نعزز تناول الأطعمة الصحية، لا أن نستعيض عنها بأطعمة غير صحية بحجة السعرات والوزن المثالي. فما نحن بحاجة إليه فعلاً هو اتباع نظام غذائي غني بالبروتينات والعناصر المفيدة للجسم، وعندها فقط يمكن خسارة الوزن أو زيادته بطريقة صحية.

وحتى أصل إلى الشكل المثالي، أرى أنه لا بد من ممارسة الرياضة بصورة يومية، مع إدخال بعض التمرينات العضلية عالية الشدة 3 مرات في الأسبوع على الأقل، لبناء العضلات ونحت الجسم.

يمكن الحصول على شكل معقول دون رياضة، لكن الرياضة هي التي تبني الشكل المثالي الذي يختلف من شخص لآخر، إلى جانب المداومة على تناول الغذاء الصحي المدروس.

الشكل المثالي بالنسبة لي لا بد ألا يتضمن معدة بارزة، أو دهوناً زائدة بشكل مرئي، ولا دهوناً داخلية تغلّف الأعضاء الداخلية.