بالإضافة إلى ذلك يا صديقي، وفي إطار "وصمة المرض النفسي" الذي أشرت إليه كواحدة من أهم التفاصيل في هذا السلوك الاجتماعي السيّء، فإن هذا دائمًا ما يتسبّب في مشكلة أخرى، وهي احتقان الأزمات المشابهة لدى العديد من المرضى. هذه الفئة تكون في حاجة ماسّة إلى العلاج من قِبل المختصين. لكن الوصم الاجتماعي والشعور بالحرج أو العار هو ما يمنعهم من عرض أنفسهم أو حتى مصارحة ذويهم بهذا الأمر، ممّا يتسبّب في زيادة الأزمة، ويشكّل ضغطًا أكبر مضافًا إلى ضغط المرض النفسي عليهم.
حكمة المرض النفسي
مجتمعاتنا تنظر إلى المريض النفسي على أنه مجنون فينصبون له الحواجز الاجتماعية خوفاً منه أو حتى من التعامل معه وهم على غير دراية بأن المرض النفسي شبيه بالأمراض العضوية التي قد تصيب الإنسان في أي وقت وأنه مع العلاج تتحسن صحته، الأمر الذي جعلهم لا يريدون الذهاب إلى الطبيب النفسي خوفاً من نظرة المجتمع لهم ، كما يواجه أيضاً الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة النفسية التمييز بشكل يومي، بما في ذلك مجالات التعليم والتوظيف والسكن.
في الماضي كان الغربيين يعالجون المرضى النفسيين من خلال احالتهم لرجال الدين والزعم بأنهم يطردون الارواح الشريرة
للأسف كلمة في الماضي ليس في محلها، في وقتنا الحالي وفي العديد من البلدان العربية لا يعترفون بالمرض النفسي والاضطراب في الشخصية ويلجؤون إلى الدجالي والمشعودين لنصحهم وشفائهم، والشخص المؤمن يرجع الأمر إلى السحر ويبدأ العمل مع الرقاة فقط ويستبعد وجود مرض نفسي وحتى لا يعترف به.
وهناك من يمرض بسبب سوء التربية او التعرض لصدمات قاسية،
صحيح التربية الخاطئة تتسبب بالعديد من الأمراض النفسية، فالأم أو الأسرة التي تضغط على ابنها حتى ينفذ كل ما تطلبه أو دائما تشكك في قدراته ممكن أو يدخل في حالة تمرد إذا كان صاحب شخصية قوية أو يدخل في حالة اكتئاب إذا كان صاحب شخصية ضعيفة، والعديد من الأمراض والترومات الأخرى تكون التربية السيئة والخاطئة هي السبب فيها، لهذا على الأمهات تعلم أساليب التعامل مع الأبناء.
أحسنت..
أصبحت أفرح وينتابني شعورٌ غامرٌ بالسعادة كلما رأيت أحدًا يتحدث عن المرض النفسي ويبذل جهدًا في التوعية به في عالمنا العربي؛ فهو لا يقل أهمية عن المرض العضوي.
دائمًا ما أذكر نفسي يا أستاذ عليّ بأن الدنيا ما هي إلا دار ابتلاء، وبأن الآخرة هي دار القرار.. لا يوجد إنسان على وجه الأرض لا يحمل في قلبه ثقلًا من أحداث ماضي أو صدمات طفولة أو.. ؛ فرفقًا بأنفسنا.
وكما أن الوقاية خير من العلاج بالنسبة للأمراض العضوية فالوقاية خير من العلاج أيضًا فيما يتعلق بالأمراض النفسية، أعتقد أن علينا الاهتمام بالصحة النفسية لمنع الإصابة من الأساس.
وهذا الخوف من أن نُشخّص مرضى نفسيين يجعل قسم كبير ممّن لا يشخصون يظنون أنفسهم بأنّهم معافين من أي مرض، وأن طبيعتهم عادية ويمكن التعايش معها وغالباً ما تكون هذه الطبيعة عنيفة جداً ومُزعجة للأخرين، فينفضّوا من حولهم، ليجعلوهم بذلك أكثر محبوسيّة وظُلم، يبقون لوحدهم مما يولّد بيئة تشحذ هذا العنف بمستويات أعلى، تُغذّيه، إلى أن وصلنا أخيراً وفقط في بلدي مثلاً: سوريا. إلى جرائم غريبة عجيبة يروح ضحيّتها أطفال! يغتصبون ويقتلون بكل دم بارد، لتذهب كشرطي مثلاً لتقبض على المُتهم، على القاتل، فتدرك أنهُ: مجتمع، مجتمع كامل.
التعليقات