هناك صنف من البشر يكذبون وهناك صنف آخر يكذب باحترافية عالية لدرجة أنه لا يشعر بكذبه. لأفترض أن أغلبنا إن لم نكن جميعنا قد خاض تجربة الكذب إما كفاعل أو مستمع، فهل شعرت يومًا بأن هذه الكذبة مستحيلة التصديق وأن من يتحدث إنما يوهم نفسه والسامعين بكذبته تلك لدرجة أنه يصدقها بالفعل. 

كانت لي زميلة مصابة بهذا الاضطراب، تكذب وكأنها تقول الحقيقة، تتحول الكذبة إلى واقع صدقه الناس وصدقته هي كذلك، لدرجة أننا كنا نشك في صدق الموقف الذي مررنا به من شدة إتقانها للكذب!

هذا هو اضطراب الكذب القهري، وهو حالة من الكذب المزمن، يتحول فيها قول الكلام الغير صحيح إلى عادة مثل العادات الطبيعية كعادات النوم وغيرها.

يتميز المصاب بالكذبَ القهري أو الكذب المرضي بأنه يكذب تلقائيًا دون ترتيب ولا شعور بالذنب. 

أعرف شخصًا أصيب بنزلة برد عادية واختفت خلال أيام ولكنه ظل يخبر من حوله بأنه مصاب بفيروس كورونا وهو متأكد من كونه غير مصاب به.

أسبابه:

اختلف العلماء في تحديد سبب هذا الاضطراب، فقد أرجعوا أشهر أسبابه إلى أمرين أولهما مرض الكذب الإدماني نفسه، والآخر هو أن يكون عرضًا لمرض مثل اضطرابات الشخصية أو فرط الحركة ونقص الانتباه.

أعراضه:

  • أن يصبح الكذب عادة يومية متقنة.
  • وجود دافع داخلي مثل الطفل الذي يحاول الدفاع عن نفسه عبر الكذب على والديه.
  • قد نجده يصدق كذبه كأن يحبك تلك القصة الدرامية لدرجة أن يصدقها هو قبل الناس.
  • الكذب من أجل الحصول على الاهتمام ونظرة الفخر.
  • يروي كذبته بثبات انفعالي كبير.

الكذب حرام ومذموم في معظم الأوقات، ولكننا قد نكذب ونقول أنها كذبة بيضاء، فهل يمكن أن تتحول عادة الكذب لاضطراب، وما هي الأسباب التي قد تجعلنا نضطر للكذب؟