بقلم نويري موسى.

إن من أصل كل عشرة آلاف مركب صيدلاني فقط واحد ينجح في اجتياز كل المراحل السريرية ويصبح دواء،فلا يمكن لأي باحث في الجزائر اكتشاف دواء حاليا لا لكورونا ولا لغيره، فالأمر يستلزم المرور عبر بروتوكول خاص للتجارب السريرية ممنوعة قانونا في الجزائر نظرا لما قد تحتويه من مخاطر، حتى أن تطوير أي دواء ليست مسألة ذكاء او عبقرية بل مسألة ميزانية اساسا اذ تقدر التكلفة المتوسطة لاكتشاف دواء جديد حاليا بمليار ونصف دولار وهي تساوي حوالي 98% من الميزانية المخصصة للأدوية في الجزائر سنويا، وأكثر من عشرة اضعاف ميزانية مجمع صيدال السنوية كاملة.

قبل إكتشاف أو تطوير أي لقاح أو دواء يجب أن يمر عبر مراحل علمية و تقنية حتى وإن أحيى الموتى لأنه يستلزم دراسة الأعراض الجانبية للدواء وفاعليته السمية، فعلى سبيل المثال يوجد العديد من المركبات الكيميائية التي تقضي على العامل الممرض لكنها تسبب أمراض أخرى وربما تقضي على المريض ايضا لذا لم ترقى أبدا لتصبح دواء ..

من جهة اخرى علميا المنتوجات الطبيعية النباتية تساعد على زيادة المناعة ولا يمكن أن تشكل ترياقا لفيروس جيني محدد إلا في حالات نادرة..خاصة أن فيروس كوفيد_19 المسبب لمرض كورونا يتميز عن باقي الفيروسات التاجية بكونه يتحور بنيويا مما يصعب تقنين آثاره على الجهاز التنفسي.

إن تسجيل أي مركب على أنه دواء جديد يمر ببروتوكول مصادق عليه دوليا يدعى بروتوكول التجارب السريرية.

من مراحله:

المرحلة ما قبل السريرية essai préclinique : وتتم على الحيوانات ويكون الهدف منها التعرف على طبيعة مفعول المركب واعراضه الجانبية المحتملة.

المرحلة الأولى essai clinique phase :

تجري على أناس "اصحاء" بتركيز مخفف لتقدير الأعراض الجانبية المحتملة للمركب ويمكن أن تجري كذلك على المرضى الميؤوس من حالتهم المقبلين على الموت يشترط فيها من 20 إلى 80 مشارك.

المرحلة الثانية essai clinique phase:

تتم على اشخاص مرضى والهدف منها تحديد التركيز الناجع للمركب عادة ما يشارك فيها 500 مريض.

المرحلة الثالثة essai clinique phase:

تتم بمقارنة نتائج المركب مع نتائج دواء آخر لنفس المرض او مع ما يعرف بمادة الإيحاء placebo وهي مادة على شكل دواء قرص او حقنة لكنها في الحقيقة لا تحتوي على أي مادة فعالة ويشارك فيها آلاف المرضى.

مرحلة الإنتاج والتسويق:

تتم بشكل متدرج لمتابعة الأعراض الجانبية لاسيما الغير متكررة peu fréquente أو التباين في التأثير العلاجي.

هذا هو البحث العلمي الحقيقي الذي يجب أن يستثمر فيه من خلال تطوير الصناعات الطبية والصيدلانية خاصة الأبحاث المخبرية.