ضاعت من عمري اربع سنين الحسرة تقتلني وذهبت الى طبيب نفسي


التعليقات

عندما قرأت عنوان المساهمة، كنت سأقول لك ابحث عن أشياء في حياتك تشعر تجاهها بالامتنان، ولكن عندما قرأت التفاصيل وجدت بأن ما مررت به جعلت منه تحديًا لك والدليل على ذلك أنك بحثت عن عمل وتدرس الآن. إذًا لما الحسرة! أنت تجاوزت الأمر، أي نعم الوقت الذي أمضيته على الأربع سنين هو ذهب ولن يعد، لكن المهم هنا أن نستخلص الدروس المستفادة من هذه التجربة كونها تحدد اهدافك الحالية والمستقبلية. لماذا لا تعالج السبب الجذري الذي أدى إلى فصلك من الجامعة، اطرح على نفسك بعض التساؤلات التي قد تفيدك.

أحط نفسك باشخاص يمكن الوثوق بهم. ممارسة الرياضة مهمة، القيام بأعمال تطوعية ومساعدة الغير قد تجعلك تتخطى الحسرة. ذكر نفسك بأن هنالك أشخاص مروا يأسوأ من تجاربك ولكن تخطوها بإراداتهم والايمان بأهدافهم والأهم من كل ذلك حبهم لأنفسهم.

بالتأكيد أغلبنا إن لم يكن كلنا لدينا موقف مشابه لك، وتختلف خساراتنا ولكن مهما اختلفت فهي خسارة أو فشل، الفكرة والفيصل هو كيف سنتعامل مع هذا الفشل أو الخسارة، هل ننظر للجانب الإيجابي من الموقف نفسه وما تعلمناه والدروس التي خرجنا بها منه أم سنظل عالقين بدوامة الحسرة والندم.

للأسف الندم والحسرة على أمر فاتك ولن تتمكن من فعل أي شيء لتغييره ليس إلا هدر واستنزاف للمشاعر، وبدلا من هذا التوجه أميل لأن أركز هذه الطاقة المهدرة على هذه المشاعر السلبية في تحقيق خطوات فعالة وتنميتها لتحقيق نجاح عكس ما مضى، أنظر لها كمصدر للتعلم صحيح أحيانا يكون ثمن التعلم غاليا مثل في حالتك أربع سنوات من عمرك، وهناك من يدفع أكثر من ذلك ولكن برأيي كلما كان الثمن غاليا كان التعليم والاستفادة أعمق إن تعاملنا معه بالطريقة الصحيحة.

بعدها ذهبت توظفت وجمعت مال وصرت ادرس على حسابي بس موب قادر انسى الاربع سنين متحسررررر عليها وش اسوي ذهب طبيب نفسي ومافي فايدة

قارن بين أين أنت الآن وبين الموقف الذي تعرضت له بالماضي من خسارة، ستدرك أنك على طريق الصواب، تعامل مع الخسارة هذه كدافع لمعرفة مواضع الضعف لتقويها ومواضع القوة لتستغلها بالصورة المناسبة.

قد إنقضى الزمان وفات ولا فائدة من التحسر، المفيد أن درست على حسابك وتوظفت، وأنظر للامور من زواية أخرى، تخيل لو انك ما تم استبعادك وعندما تخرجت لم تجظ وظيفة، لذلك بعض الأمورمقدر لنا ان نعيشها هكذا، وما علينا سوى أننا نرضى بها ونفكر في المستقبل.

إن التعليم الأكاديمي ليس نهاية المطاف على الإطلاق يا صديقي كما تعلّمنا، فقد زرعوا في رؤوسنا أن النمط الوحيد من التعليم ذي القيمة هو التعليم الأكاديمي. لكن بالخروج إلى سوق العمل وعالم الإبداع الخارجي، وجدتُ متأخرًا بعض الشيء أن التعليم الذاتي هو أهم شيء على الإطلاق. وعليه، فأنا أنصحك بألّا تنساق خلف هذا الأسى، لأن لم تبدأ رحلتك بعد، وعليك أن تدرك أنك في حاجة إلى وقفة مع نفسك، وذلك حتى تؤمن بأنك شخصًا مستقلًا بذاتك، لا تحتاج إلى الانتماء إلى مؤسسة أكاديمية كي تعترف بنفسك كشخص واعٍ ومثقّف ومتعلّم.

ما تتحسرين عليه الآن قد يكون أكبر نعمة في حياتك، "وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ". فالحدث قد يبدو سلبيا لأننا قد لا ندرك الحكمة منه. فأنا لا أعرف وضعك بالظبط لنستعرض الاحتمالات الجيدة التي قد تنتظرك يفضل فصلك من الجامعة، ولكن أنا على يقين من وجودها. فعلينا الاعتدال في ردات فعلنا، سواء الحسرة أو الفرحة، لأننا فعليا لا نعرف عواقب الأمور، كل ما نعرفه أن الله يختار الأفضل لنا، وفهمنا للدروس من الأحداث السلبية سيقلل حصولها. فالله قد يحرمنا مما نريد لأسباب محقة، إن فهمناها وعملنا بجد، سنكافأ لا محالة. أما الحسرة والندم فتؤثر على انتاجبتنا وتحجب عنا رؤية الفرص الإيجابية الأخرى.

أقدر حجم الألم الذي تلاقيه جرَّاء ذلك الموقف الصعب الذي داهمك في السنة الرابعة من دراستك، ولكن معقول أنه لا يوجد لك مكاسب خلال تلك السنوات ؟

عمم نظرتك قليلاً ستجد أن تلك السنوات كانت مفيدة بطريقة ما، سواء في علاقاتك أو مهاراتك، لم تضع السنوات هباءاً حتى لو تحدثنا من منظور الدراسة، فأنت اكتسبت معلومات وثقافة وخبرة غي مجال دراستك.

التعليم في بلادنا العربية لا يعبر بالضرورة عن النجاح، النجاح قد يصل إليه الفرد بالمداومة بالجد في المجال الذي يحبه، فإن كان مجال دراستك هو المجال الذي أحببته فأكمل فيه بطريقة خاصة دون تعليم أكاديمي، وإن كان لك شغف في مجال آخر فابدأ به، لا زلت صغيراً...لا تنظر للعمر إلا على أنه مجرد رقم، وابدأ فوراً دون خوف من المستقبل أو ندم على ما فات.

"لا تبكِ على اللبن المسكوب"

فليس لك يد في ذلك، لقد فصلت ولا حيلة لديك حيال حال تلك المشكلة والرجوع للدراسة، ولكن حاول أن تعيد الكرَّة مع جامعة أخرى، فهناك من يبدأ تعليمه بعد أن يجاوز الأربعين. لدي صديق لى على فيسبوك بدأ دراسته الجامعية في عمر ٤٢ بكلية الآداب ، وما شاء الله هو في منتهى الحماس والتفائل.

لم ينتهي بك المطاف بعد...أكمل ما بدأته.

لولا الله اولا ثم هذه السنوات الاربع لما توظفت ولا جمعت مال ودرست ، المنحة في المحنة .


انصحني

مجتمع لطلب النصائح في مختلف المجالات. ناقش واطرح استفساراتك، واحصل على مشورة. تواصل مع أعضاء آخرين للحصول على أفكار وحلول تساعدك في اتخاذ قراراتك.

39.5 ألف متابع