يذهب الكثير من الكُتاب إلى اختيار غريب الألفاظ، والتكلف في صياغة الجمل ظنًا منهم أنّ في ذلك جمالًا يحوز على إنتباه القارئ وينال استحسانه.

لكنّ الحقيقة هي أنّ القارئ لا يُفضّل التشدّق والمبالغة في الكلام وإنّما يفضّل العفوية، لكن ما هي العفوية في الكتابة؟

العفوية في الكتابة هي أن يُطلق الكاتب العنان لحروفه ويدعها تتدفق دون مقاومة أو تصنّع، ويكون على سجيّته ويعبّر عن مشاعره وأحاسيسه وأفكاره بكل صدق.

متأكدة تمامًا بأنّ العفوية تضفي على النصوص رونقًا وجمالًا يلمسه القارئ، فما كان من القلب وصل إلى القلب.

الكاتب الحق هو من ترك التكلّف والتشدّق ولجأ إلى العفوية وكما يقول أحد البلغاء: 

"أُحذّركم من التقعير والتَعمُّق في القول وعليكم بمحاسن الألفاظ والمعاني المستخفّة والمستملحة، فإنّ المعنى المليح إذا كُسي لفظًا حسنًا وأعاره البليغ مخرجًا سهلًا كان في قلب السامع أحلى ولصدره أملأُ". (جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب)،

 ما رأيكم في هذا القول؟

وقد أجمع كبار الأدباء والكُتاب من أمثال الجاحظ وابن المقفّع أنّ سرّ تميّز الكاتب يكمن في العفوية وما تجود به القريحة في اللحظة بعيدًا عن التشدّق والتحذلق.

وما أجمل ماويقول أبو الفتح البستي في ذلك: 

إذا انقادَ الكلامُ فقدْهُ عفوًا إلى ما تشتهيه من المعاني
ولا تُكـرِه بَيَانَك إن تأبَّى   فلا إكراه في دين البيـان

وكأنّه يقول دع حروفك وأحاسيسك تتدفق كالماء في الشلال ولا تعترض طريقها وتعاند انسيابها.

ما رأيكم في هذه الأبيات؟ وكيف ترون العفوية في الكتابة والفرق بينها وبين التكلف والتشدّق؟