أغلبنا يتحجج بالمسؤوليات وأنها تمنعه من ممارسة شيء يحبه، لولا مسؤولياتي كنت مارست الرياضة يوميا، لولا مسؤولياتي كنت سافرت لأماكن كثيرة، أغلبنا يردد ذلك، لذا لو وضعنا المسؤوليات على جنب، كيف ستقضي هذا اليوم؟
يوم خالي من المسؤوليات، كيف ستقضيه؟
في التجول بمفردي وبدون هاتف، سأسافر لأماكن لم أذهب لها من قبل، فالاستكشاف في حد ذاته ممتع بالنسبة لي، وياحبذا لو تسوقت مجموعة متنوعة من الاغراض سيكون يومي اكتمل
يوم واحد فقط! غالباً ستكون قبل ذلك اليوم مسؤوليات وبعده كذلك، إذن بكل صراحة سأقضيه في الراحة التامة والاسترخاء للاستعداد ليوم عمل آخر يمتلئ بالمسؤوليات، أما في حالة أخذ راحة لعدة أيام هنا سيكون الوضع مختلفًا لأنني في هذه الحالة سأكون متفرغة تماماً ولا أحمل هم الغد، وبالتالي سأبحث عن الأنشطة المناسبة لي، ويمكن تعويض وقت الاسترخاء والراحة في أي يوم آخر.
لن يحدث شيئًا جديدًا، سيظل لا يجد الوقت كما هو :)
أرى أن الأمور العظيمة لا ينجزها إلا العظماء، والعظماء دائمًا عليهم مسؤوليات، لكنهم ينجحون في إدارة وقتهم وإنجاز ما يقع على عاتقهم. لكن الشخص الفارغ (الذي يخلوا من المهمات) لن ينجز شيئًا في يومه، فهو يحسن التعلل وتقديم الأعذار.
أحسنت، العظماء يصنعون لأنفسهم الوقت في منتصف الفوضى والمسؤوليات والظروف، أنا احبذ هذا الاسلوب.. الهروب من المسؤوليات وانتظار الوقت المناسب سيفوت عليك الكثير بينما المرونة وايجاد المتنفس لنفسك داخل المسؤوليات بحد ذاتها، هذا بالضبط ما اقصده حينما اقول: أن تكيف واقعك على منهج افكارك، وهذا ما يفعله الشخص الأكثر حريّة:)
ألا تجد أن إجابتك فلسفية أكثر من اللازم، يعني العظماء لا يأخذون يوم إجازة دون أي مسؤولية ويذهبون للاستجمام مثلا أو قضاء يوم من العائلة؟!
ألا تجد أن إجابتك فلسفية أكثر من اللازم
ليست كذلك يا صديقي، إنها واقعية، وهذه هي المثالية بعينها :)
لنفترض مثلا أن العظماء يبذلون 100% من أوقاتهم للعمل فقط، هل هذا مثالي؟ كلا، إنه خلل فادح. لكن حسن إدارة الوقت لتنظيم المهام، والقيام بما يجب علينا القيام به، وتخصيص وقت للترفيه عن النفس أو عن الأسرة، ... وهكذا في سائر أمور الإنسان، هذه هي المثالية الحقيقية.
وهذا ما قصدته يا صديقي في التعليق الأول، حيث قلتُ: لكنهم ينجحون في إدارة وقتهم وإنجاز ما يقع على عاتقهم.
العبادة مسؤولية، العمل مسؤولية، الجلوس مع الأولاد والأسرة مسؤولية، ممارسة الرياضة مسؤولية، وكل شيء يتوجب على الإنسان القيام به هو مسؤول عنه. والناجح أو العظيم هو الذي يدير وقته بكفاءة ليقوم بمسؤولياته.
التعليقات