أنت قادم من المستقبل لا أعرف بالتحديد من أي عام أتيت لكن بين 2034 الى 2054 يعني 10-30 عام وسوف تكتب مشاهداتك خصوصا عن تجارب الناس مع التقنية كأفراد وجماعات
اكتب من اي عام أتيت واكتب مشاهداتك
من مذكراتي عام 2054 إن شاء الله:
"لم تفلح محاولاتي في إقناع ابنتي بعدم الاشتراك في الرحلة المدرسية هذا العام! فقد ظلّت تلعب على أوتار عاطفتي وتُذكِّرني بأنني رفضت رحلة العام الماضي التي اشتركت فيها جميع زميلاتها، حَدَث هذا لأنني بصراحة مازلت متخوفة من تلك الرحلات المدرسية التي انتشرت في السنوات الأخيرة إلى "الفضاء"، ولا أتخيل كيف أصبح هذا عاديًا اليوم، ولم ينقطع حبل أفكاري تلك إلا بصوت ابنتي قائلة: "يا أمي لسنا في التسعينات لتفكري هكذا"! لم أستطع أن أنطق فأنا فعلًا من مواليد التسعينات، وقررت أن أبدو أكثر تحضرًا أمامها وأوافق، لكني اشترطت أن تصطحبني طوال الرحلة عبر الواقع المعزز"
أنا في العام ٢٠٤٥، ألقي نظرة من على الشرفة لأشاهد كيف الربوتات تختلط بين البشر في مشهد طبيعي اعتيادي لم نعد نشعر بأنه مميز، الروبوتات تعمل معنا تماماً ولكن بلا أجور، تعمل لأجل أصحابها، الأغنى يملك رويوتات أكثر تعمل لصالحه، يبدو أننا عظنا لنظام الإقطاعية ولكن بشكل أكثر تطوراً هذه المرة وربما بدون مشاكل أخلاقية، ها هو الآن يُقرع جرس منزلي فيضيء منزلي لتنبيهي في صمت لأنني أنزعج من الأصوات، أفتح له باب المنزل بإشارة على جهاز التحكم البسيط ويطل أمامي روبوت توصيل البيتزا من المطعم أمامي في المنزل، يضع لي البيتزا على الطاولة حيث قررت بالتفصيل أن يكون العنوان، أحاسب الروبوت عبر لمس بطاقتي البنكية بالمكان المخصص للدفع.
وسائل التواصل الاجتماعية صارت عبارة عن أشخاص متحركين ضمن عالم افتراضي نرتديه بنظارة الواقع الافتراضي ال VR، الآن عندي موعد في السينما، موعد افتراضي لجلسة تشبه الجلوس بالسينما تماماً! هذا العصر غريب بروعته!.
أتخيل نفسي قادمًا من عام 2050، حيث شهدت تكنولوجيا الاتصالات والذكاء الاصطناعي تطورًا كبيرًا خلال هذه الفترة. في هذا العام، أصبحت التقنية جزءًا لا يتجزأ من حياة الناس بشكل أعمق من أي وقت مضى، حيث تمتاز الأجهزة والتطبيقات بقدرات استشعارية وتفاعلية عالية، مما يجعل التفاعل مع التكنولوجيا أكثر سهولة وطبيعية.
على سبيل المثال، الروبوتات الشخصية أصبحت شائعة في المنازل والمكاتب، حيث تقوم بمساعدة الناس في مجموعة متنوعة من المهام اليومية، مثل التنظيف وإعداد الطعام وإجراء المحادثات. كما تمتلك هذه الروبوتات القدرة على التعلم وتكييف سلوكها مع احتياجات أصحابها بشكل متزايد، والسيارات ذاتية القيادة بكل مكان، واختفت الهواتف الذكية تماما وحل مكانها مستشعرات دقيقة تنوب عنها فمثلا هناك دبوس صغير نضعه في ملابسنا ومن خلال تقنية الواقع المعزز والافتراضي يمكنك رؤية من تحدثه عبرها أمامك وكأنكم بمقابلة حقيقية..
إليكم ما شهدته في العام 2032، الوضع مأساوي بصراحة. الأخبار تتحدث عن فضيحة ضخمة، وهي تتعلق بالرقائق الإلكترونية التي تزرع في المخ. نعم، هذه الرقائق التي من المفترض أن تزيد من ذكاءنا وقدراتنا العقلية، يبدو أنها في الواقع تُستخدم لأغراض أخرى.
(توقفت للحظة، عايشت التفاصيل في ذهني)
الشركة المسؤولة عن هذا الجدل MindTech Inc حاولت تبرير استخدام الرقائق بزيادة الذكاء، لكن تم اتهامها بأن هذه الرقائق في الواقع تزيد من استهلاكنا لمنتجات شركات معينة. يبدو أن كلما تظهر إعلانات لمنتجات وخدمات شركات معينة ، نُقنع بشراء منتجاتها بشكل قاطع، وكأننا مُجبرون على ذلك!
(اتنفس عميقاً، ثم اواصل)
هذا الأمر يُثير الكثير من القلق والتساؤلات حول استخدام التكنولوجيا في التلاعب بتفكيرنا وسلوكنا. إنها مشكلة خطيرة وتتطلب تدخلًا عاجلًا قبل أن يصبح الوضع أسوأ
هذا ليس كل شيء، لأن فريق التحقيق الذي تم تكليفه بالتحقيق في هذه الفضيحة، لم يُسلم من الصعوبات. فلقد تعرض المحيطين بهم ممن يستخدم هذه الرقائق لآلام الرأس ومشاكل صحية مختلفة، وليس هذا فحسب، بل هذا الفريق الثالث الذي يواجه مصاعب مماثلة، مما يوحي بأن هناك قوى مظلمة تعمل على إخفاء الحقيقة.
هذا الأمر يُثير الكثير من القلق والتساؤلات حول حقوق الإنسان وسلامتنا الشخصية في هذا العصر التكنولوجي المتقدم. إنها مشكلة خطيرة وتتطلب تدخلًا عاجلًا قبل أن يصبح الوضع أسوأ.
مرحبا بالجميع أنا من المستقبل، تحديدا من عام 2050، جئتكم عبر آلة الزمن "إيفا" لقد أصبحت مشهورة جدا في وقتنا، وتستعمل في كثير من المجالات وأهمها مجالات التعليم والتدريب، ويسمح للطلاب باستعمال "إيفا" بعد استفاءه بعض الشروط الضرورية، وبعد قبوله ينطلق في رحلة عبر الزمن، ليكتشف فيها أسرارًا جديدة عن تاريخ البشرية القريب، لأن قدرات الآلة مازلت محدودة ولا تسمح بالتنقل لأزمنة بعيدة، لكنها تعرفنا على مدى تأثيرات تطور التكنولوجيا في العالم، ونحن بذلك نعيش تجارب فريدة مع العديد من الشخصيات التي تشكل لحظة فرق في مسار التكنولوجيا الإنسانية، ومما اختبرته من مواقف وخبرات عبر رحلاتي تلك مع صديقتي "إيفا" أريد أن أنبهكم إلى ضرورة وأهمية التحلي بالتوازن بين الحياة الإنسانية الاجتماعية والتكنولوجيا الحديثة، لأنها تؤثر حتما على علاقاتنا الاجتماعية والأسرية خاصة على المدى البعيد، دمتم بخير.
التعليقات