(اللي اختشوا ماتوا) هل تعرف سبب هذا المثل والظرف الذي قيل فيه؟

لم أعاصر أحداث زلزال التسعينات فى القاهرة ولكن أخى الأكبر حضره وحكى لى، وصدقينى إن حكاية هذا المثل تبدو وكأنها ما حدث فى الواقع فعلاً، فمن لم يخرجوا من بيوتهم واختشوا ماتوا بالفعل وكان هناك كثيرون ممن خرجوا عراة أو ملفوفين ب"روب الحمام".

أما على المستوى البعيد للمعنى فأجد أن الخشية هنا قد تعبر عن الضعف أو الخنوع أو عدم المطالبة بالحق كما قال @Mahmoud_Wagih فى مساهمته، فهى تنم عن خشية سيئة ممقوتة غير نافعة وليس المقصود بها الحياء الذى نعرفه بمعناه الجيد.

أنا أتفهم فكرة المثل، وأدرك أن المغزى الذي يمثّله هو أن من لا يعير رأي الناس اهتمامًا أو من لا يمنعه الحياء عن التصرّف هو مثل النساء اللواتي لم يتركن المكان أثناء الحريق بسبب الحياء. لكنني دائمًا ما كنتُ أرى أن المثل يساء استخدامه بشكل كبير، حيث أن العديد والعديد من الأشخاص يستخدمون ذلك المثل في سبيل قلب الحقائق، وفي إطار يجعل منه مثلًا بشكلٍ آخر، حيث أنني أعترض دائمًا على مقارنة من هربن بسبب الحريق -فهو عذر قهري للغاية- مع من يرتكب فعلًا دون حياء لأنه يتصرف هكذا، فالكفتان هنا غير متوازنتين إطلاقًا.

أنا أرى أن الذين اختشوا ماتوا بطريقة أخرى، فإن الحرج قد يجعل الإنسان يفرط في حقه، أو يمشي في طريق أخبره به والديه وهو لا يريده، أو يضيع أحلامه لأنه تحرجه سخرية الآخرين منه، يضيع الخجل فرصة أن تظهر أمام الناس وتتحدث وتجعلهم يعرفونك، أو لا تتقدم لنيل منصب تستحقه لأنك تخجل من أن تكون مسئولًا، فأنت هنا أيضًا تكون "ميت"، لأن الخجل يميتنا في هذه الحالات.

أؤمن بشدة بالأمثال الشعبية، وأرى أن بها قدر كبير من الصواب والواقعية، فهذه الأمثال ليست بالضرورة تعبر عن الحدث الذى تُقال عليه فى وقتنا الحالى، وإنما إسقاط على ما يحدث الآن بما حدث بالفعل فى الماضى، فكثيراً ما تتشابة الأحداث، وليس فقط الأحداث، وإنما الشخصيات أيضاً، لنجد تكرار المواقف، وتطابق الأمثال!

وهل يمكننا لوم النساء الغير محتشمه هنا، نعرف جميعًا أن الخطر يجعل الإنسان لا يفكر جيدًا وبالتالي يتصرف للهروب من المشكلة وفقط، لا يفكر سوى في انقاذ نفسه.

الجسد يجبر العقل على التصرف، وبعد زوال الخطر يرجع المنطق، وبالتأكيد بحثت النسوة على ملابس فورًا لأنها ليست طبيعتهن.

إذا خرجنا خارج فكرة القصة، واقتضى مننا موقف ما بالتصرف السريع ضد المعتقدات الشائعة في المجتمع، أليس بالأولى ان ننقذ حياتنا ولا نراعي للمجتمع في تلك اللحظة!

يستخدم هذا المثل في المواقف التي يتعامل فيها شخص او أكثر بتكبر او انعدام للأخلاق، ولا علاقة له بمن يطالب بحقه، وعلى الرغم من أنني لا أحب استخدام الأمثال الشعبية فهي تعبر عن وجهة نظر لعدد معين من الأشخاص وقد لا تكون صحيحة في كل الأوقات إلا أن الحق يقال، هناك بعض الأمثال تكون فعلا بها قدر كبير من الحكمة والصواب

هذا مثل تقوله في موقف ( لشخص انعدمت عنده الاخلاق وأظهر اقبح ما في نفسه القذرة ) وعدم اكتراثه بستر عورته ( ستر اخلاقه السيئة )...

فتقول ( اللي اختشوا ماتوا )

كناية عن اهمية الاخلاق والافضل للمرء الموت من الفضيحة .

استغربت فعلا من التفسير المعكوس عند البعض !!!