لديك 5 دقائق للإخلاء من منزلك ، فما الذي ستحصل عليه من المنزل قبل مغادرته؟

أجزم أنّك من عزة :)

هذه المساهمة أعادتني إلى ذكريات أليمة لم أرغب يومًا في استعادتها مرةً أخرى.

خلال حرب 2014 أذكر أنني كنت في المنزل وقد شاع في تلك الفترة تحضير حقيبة الطوارئ التي تحتوي على الأوراق الرسمية المهمة والمصوغات الذهبية والنقود ما هو مهم.

أذكر حينها أن مسجدًا ملاصقًا لمنزلي تعرّض لصاروخ تحذيري، وهرع الشارع بأكمله للخروج والهرب من المنطقة، ولسوء حظي كان زوجي خارج المنزل في تلك اللحظة بالتحديد لتفقّد أهله في الشارع المجاور لنا، ولم يخطر ببالنا أن يتعرّض المسجد لقصف.

أذكر أنني حملت ابني وكان عمره 4 أشهر فقط وركضتُ من المنزل مسرعة وحتى الحقيبة التي أضعها بقرب باب المنزل كي لا أنساها، نسيتها بالفعل!! وكان ذلك تجسيدًا لمقولة: "يا روح ما بعدك روح"!! وبعد وصولي لمنطقة آمنة تذكرت الحقيبة لكن لم نعد لإحضارها.

والحمد لله لم يتضرر المنزل لدرجة كبيرة واستطعنا العثور على الحقيبة.

من الصعب التفكير في مثل هذه اللحظات التي تشد الأعصاب بشيء بالتحديد، المهم أن يؤمّن الإنسان على حياته وحياة من يُحب ويهتم لأمرهم، وكل شيء بعد ذلك يُمكن تعويضه.

أطفالي بالتأكيد، وأحرص على سلامتهم، فلا يوجد أغلى منهم وكل شيء بعدهم يُعوض بالتأكيد.

لكن لفت نظري حقيبة الطواريء التي ذكرتها سها بتعليقها فرج الله على كل بلاد المسلمين، هي فكرة مختلفة ومنقذة أيضا وبالتأكيد ستكون فعالة.

إنني من الأشخاص الذين إذا تعرضوا لهذا الموقف ربما ارتبك كثيرًا وأتوتر ولا أعلم ماذا يُمكن أن أفعل!

ولكن ربما أفتح أكبر شنطة كبيرة وأحصل على كل الأشياء الضرورية التي تقابلني، أوراقي - لاب توبي - هاتفي - ملابس - دفتر التخطيط الخاص بي - أكثر ما سأحرص عليه هو أخذ كل الصور من الدرج الخاص بها، فهي أكثر شيء ممكن أن يؤلمني إذا فقدته لأن هناك صور لأشخاص رحلوا ولا يُمكنني أن أُكرر فرصة تصويري معهم!

أعتقد أنك من فلسطين فرج الله كربها .

لا أعلم ماذا سافعل لم أتعرض لهذا الموقف من قبل ولكن ما سأخذه اولا ورقى الرسمى وأنا أحتفظ به كاملاً فى ملف واحد فسيكون سهل بالنسبة لى .

ساخذ الأموال والمصوغات الذهبية.

ساخذ صورى أنا واخوتى وأبى وأمى.

وأخذ هاتفى واللابتوب .

ما سيساعدنى على ذلك هو تنظيمى للأشياء التى أمتلكها ،فلن أضيع الوقت بحثاً عنها.

وهذا فى النهاية مجرد تخمين وليس نابع عن تجربة.

أعتقد أننى سآخذ هاتفى ونقودى، وحاسوبى، وإذا كان لدى عقل سأحاول أخذ الأشياء التى تمثل ذكرى لى!

لكن فى تلك المواقف غالباً ما نلتفت إلى من معنا من أشخاص، خصوصاً الأطفال وكبار السن.

ماذا عنك؟

لن آخذ شيء، سأتأكد من أن الجميع قد خرج، خاصة لدينا البيت به أطفال، وبه أشخاص ذوي استثناءات..

حتى هويتي لن آخذها، ستعوض مرة أخرى، أما الأشخاص لن يعوضوا..

أغلبية الأراء ركزت على الأوراق الثبوتية والمال وانقاذ الأرواح ،خمس دقائق والقصف المدوي يشل التفكير وحتى الحركة .

من يعيش في مثل هذا الواقع المؤلم، بالتأكيد فعل كل تلك الأمور ،فمرة نجا بروحه ،ومرة استطاع حمل بطاقته التعريفية، ومرة أنقذ ذويه،ومرات عجز عن فعل أي شيء، وكان الموت سباقا،لانقول الموت بل الشهادة .

فاللهم نصرا عزيزا من عندك...