فوائد العمل الحر

طرح موفق، لكن ما يشغلني دائمًا هو الجانب النفسي في العمل الحر. صحيح أن الحرية والاستقلالية مغريتان، لكن هل يمكن أن تتحول هذه الحرية أحيانًا إلى عبء؟ أعني، حين يغيب الإطار الثابت والروتين، هل قد يشعر المستقل بالضياع أو العزلة؟ أعتقد أن الحديث عن الفوائد يجب أن يرافقه تأمل في التحديات النفسية الخفية لهذا النمط من العمل.

الأمر ليس بهذه الصورة الوردية، في بداية عملي في مجال العمل الحر استغرقت الكثير من الوقت لأحصل على اول عميل، تعرضت للنصب والتقليل من مجهودي، كمية تعديلات مرهقة للغاية، عانيت من عدم الاستمرارية ، شهر يوجد عمل وشهر لايوجد ومازالت أعاني من هذه المشكلة،عانيت من المنافسة الشرسة هناك الكثيرين مستعدين للتقليل من أرباحهم بشكل غير معقول.

خلاصة أن العمل الحر ليس جنة، فهو ايضا لديه متاعبه، متى يمكننا اعتبار العمل الحر عمل مثالي عندما يكون لديك عميل أو أكثر تعمل معهم بشكل مستقر وثابت لتضمن دخل مستمر .

ليش ماذكرت السلبيات :

• لا يوجد اقاعد .
• لايوجد تأمين صحي .
• دخل متذبذب .
• دخل ضعيف .
• مافيه مرونه بالوقت كم تعتقد فأنت تعمل أغلب اليوم بحث عن عمل ومشاريع .
• أكثر من مدير أو صاحب مشروع يتحكم فيك
• الإنعزال عن العالم .

أحد الإخوة في التعليقات ذكر نقطة مهمة، وهي أنه عند الحديث عن مميزات العمل الحر، يجب أيضًا التطرق إلى سلبياته.

وبرأيي، فإن الحديث عن السلبيات أهم من الإيجابيات، خاصة في مجال العمل الحر.

عندما أتحدث عن السلبيات، أركّز على أمرين أساسيين: الضغط النفسي والانضباط.

ففكرة أن تكون مستقلاً في عمل حر ليست كما يعتقدها الكثير بأنها حياة مريحة بالكامل. صحيح أنك تستطيع العمل متى شئت وأينما تريد، لكن ما يجهله الكثير هو أن المستقلين وأصحاب المشاريع الصغيرة يكرّسون معظم وقتهم في البحث عن فرص جديدة، أو في تطوير استراتيجيات لمشاريعهم. وهذا يؤدي إلى ضغط نفسي كبير، خاصة إذا كان لديهم التزامات ومسؤوليات.

وفي بعض الأحيان، ستجد نفسك ترفض الخروج أو اللقاء مع أي أحد لأنك منشغل بعمل يجب تسليمه، أو لأنك تواجه مشكلة مفاجئة أثناء التنفيذ.

بعكس الوظائف التقليدية، فعند انتهاء دوامك، تترك كل شيء خلفك، ولا تكون مطالبًا بالرد على أحد خارج أوقات العمل.

أما الانضباط، فليس بالأمر السهل، إذ لا يوجد مدير أو مشرف يتابعك أو يطلب منك توضيحًا عند التأخر أو التقصير، بل الأمر كله يعتمد على تحفيزك الذاتي.

أرى أن من يفكر في دخول هذا المجال، عليه أن يكون مستعدًا لتحمّل هذه التحديات قبل أن يغتر بجانب الحرية الذي يبدو جذّابًا في البداية.

صحيح أن العمل الحر يمنح حرية ومرونة لا توفرها الوظائف التقليدية لكن أحيانًا أشعر أن هذه الحرية تأتي بثمن خفي لا يُذكر كثيرًا!

فالعامل الحر رغم تحكمه في وقته قد يجد نفسه يعمل لساعات أطول من الموظف العادي ودون ضمانات واضحة أو استقرار مادي ثابت.

ومع أن تنوع العملاء يبدو ميزة إلا أن التعامل مع أكثر من جهة في وقت واحد قد يُسبب ضغطًا نفسيًا مستمرًا خصوصًا في حال تأخر الدفع أو عدم وجود التزامات واضحة من الطرف الآخر.

تساؤلي هنا

هل نبالغ أحيانًا في رسم صورة مثالية عن العمل الحر؟

وهل نُهيّئ الشباب فعلاً لهذا النمط الصعب من العمل أم نرميهم في عمق البحر ونطلب منهم أن يسبحوا وحدهم؟

أحب أن أسمع منكم

ما التحدي الأصعب الذي واجهتموه في تجربتكم مع العمل الحر؟ وهل وجدتم له حلولًا؟