نحن كمستقلين نعيش في سوق يتغيّر باستمرار، سواء من حيث الأدوات، أو الاتجاهات، أو احتياجات العملاء. وهذا يضعنا دائمًا أمام تحدي مواكبة التحديثات وتطوير مهاراتنا بشكل مستمر. لكن أحيانًا، نُفاجأ بأن المهارة التي اعتمدنا عليها لسنوات لم تعد مطلوبة كما كانت، إما بسبب تطور الذكاء الاصطناعي، أو تغيّر أولويات السوق، أو حتى تشبّع هذه المهارة في منصات العمل. في مثل هذا الموقف، نبدأ في التساؤل: ماذا لو اكتشفت أن مهارتك لم تعد مطلوبة كما كانت؟ هل تملك خطة بديلة؟
ماذا لو اكتشفت أن مهارتك لم تعد مطلوبة كما كانت؟
الإنسان دائما لديه الكثير من المهارات التي ربما لا يعلم بأمرها حتى يصبح تحت ضغطاً ما، بالنسبة لي في مجال عملي في كتابة المحتوى وعلى الرغم من الدعاوي التي تروج للذكاء الاصطناعي كبديل للكُتاب إلا أن هذا ليس حقيقيا، الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون مساعدا فقط يسرع من الأعمال، ولابد أن تراجعي ورائه لأن هناك الكثير من المعلومات الخاطئة التي يمتلئ بها.
ربما ليتفادى المرء إحتمال أن يفقد عمله، أن يحاول من البداية مواكبة التطور، وتطوير نفسه، أن يتحول هو نفسه إلى وكالة أو شركة ليعين الناس لتعمل معه، أو يحاول أن يقود مشروعات، أو يقوم المستقل بتوزيع جزء من دخله في مشروعات تدر له دخلا، بشكل شخصي أحاول العمل على مشروع صفحة وقناة يوتيوب لقصص الأطفال وعمل محتوى مناسب للأطفال وربما حتى الكبار
على الرغم من الدعاوي التي تروج للذكاء الاصطناعي كبديل للكُتاب إلا أن هذا ليس حقيقيا
أختلف معكِ إلى حد ما، فلو قارننا بين عدد المشاريع المطروحة التي تطلب كتّاب محتوى، من سنتين وبين الآن، سنجد فرق العدد واضح، فقد أصبح الذكاء الصناعي قادر على رسم الخطوط العريضة والبحث بسرعة، وتقديم إجابات تلائم ذوق المستخدم وتعجبه حسب تفضيلاته الشخصية.
لكنه يقدم الكثير من الإجابات الخاطئة، حدث معي كثيرا هذا الأمر، فيجب فعلا المراجعة على ما قدم من معلومات.
تجربتك تعبّر عن وعي جميل بكيفية التعامل مع التغير، لكن هناك نقطة جوهرية أيضًا، وهي أن ليس الجميع قادرًا على التحوّل إلى شركة أو إطلاق مشروع خاص بسهولة، خاصة في ظل تقلبات الدخل التي يواجهها المستقلون. أحيانًا يكون الحل أبسط من ذلك، كأن يتخصص الشخص في مجال دقيق جدًا، أو أن يدمج مهارته القديمة مع أخرى جديدة قريبة منها، بدلاً من البدء من الصفر. والتجربة تثبت أن المهارة التي لم تعد مطلوبة بصيغتها التقليدية، قد تعود للحياة بشكل جديد إذا قُدمت بطريقة مختلفة أو في سياق جديد.
للأسف في مجال العمل الحر تزيد احتمالية تعرض العامل أن تصبح مهاراته غير مطلوبة، أو على الأقل ينخفض الطلب وتزيد المنافسة، لذلك على العامل الحر دوماً استكشاف سوق العمل، وتعلم مهارات جديدة حتى لو لم تكن ذات صلة بعمله الأصلي.
كما يفيد العامل الحر أن يتعلم لغة جديدة، فقد يفتح ذلك آفاق متنوعة أمامه.
وعموماً أنا أرى أنه من الصعب الاعتماد على العمل الحر فقط، فلابد أن يكون هناك عمل اعتيادي إلى جانبه.
وعموماً أنا أرى أنه من الصعب الاعتماد على العمل الحر فقط، فلابد أن يكون هناك عمل اعتيادي إلى جانبه.
أتفق معك في أن العمل الحر قد لا يكون كافيًا كمصدر دخل وحيد، خاصة مع تقلبات الطلب. لكن اللافت أن بعض المستقلين يُركزون على تعلّم مهارات كثيرة في وقت واحد، دون استراتيجية واضحة، فيضيع منهم الجهد بدون عائد حقيقي. أعتقد أن التحدي ليس فقط في التعلّم المستمر، بل في اختيار المهارة المناسبة في الوقت المناسب، وتوجيهها لفئة تستفيد منها فعلًا. أحيانًا يكون الحل في التخصص بذكاء، لا التشتت وراء كل جديد.
لهذا نحتاج إلى متابعة سوق العمل وكل جديد به ونطور من أنفسنا ومهارتنا باستمرار، لا أن ننغلق على أنفسنا ونكتفي بما نمتلكها أو نعلمه، وإلا فلن نجد لأنفسنا مكانًا وفرص عمل جيدة، لأن هناك منافسة شديدة في سوق العمل وإذا لم أطور من نفسي سيكون هناك غيري من قام بمتابعة الجديد وطور من نفسه ومهاراته، فما يهم العميل في النهاية ليس شخصك ولكن العمل الذي تتقنه ومدى جودته.
أتفق معكِ أن متابعة السوق والتطور المستمر هما أساس البقاء، لكن أحيانًا تكون المشكلة أعمق من مجرد التطوير، خاصة عندما يتعلق الأمر بتغير جذري في احتياج السوق أو دخول أدوات تحل محل المهارة بالكامل. هنا لا يكفي فقط أن نُحسّن ما نعرفه، بل نحتاج أحيانًا لإعادة التفكير في موقعنا داخل السوق، وربما إعادة توجيه خبراتنا إلى مجالات جديدة بالكامل، وهذا هو التحدي الأصعب، لكنه أيضًا ما يصنع الفرق الحقيقي في استمرارية المستقل.
لقد حدثت معي لأكثر من خمس مرات :))
وكل مرة كنت أسعى للتغير من نفسي وتطوير مهاراتي لمجاراة الوضع الجديد والذي بالمناسبة سريع جدا بمعنى أنه إن غبت شهور عن الساحة أجد تقنيات كتابة جديدة ومهارات وظيفية مطلوبة بجانب مهنتك الأساسية.
هل تملك خطة بديلة؟
دائماً كانت خطتي السعي وليس إدراك الرزق، وأجد في ذلك متعة التعلم، فمهارة حب التعلم هي أكثر مهارة يحتاجها كل المستقلين في رأيي.
في رأيك هل سيتسبب الذكاء الاصطناعي في حلته الجديدة من القضاء علينا ككتاب محتوى :( ؟
صحيح سرعة التغير فعلاً أصبحت مرهقة أحياناً، وما كان كافياً بالأمس لم يعد كذلك اليوم. لكن لفت نظري قولك إن (السعي هو خطتك)، وده في رأيي أقوى من وجود خطة بديلة ثابتة، لأن التكيّف المستمر بحد ذاته أصبح مهارة أساسية.
في رأيك هل سيتسبب الذكاء الاصطناعي في حلته الجديدة من القضاء علينا ككتاب محتوى؟
أعتقد أنه لن يقضي على الكتابة بقدر ما هيعيد تعريفها، وهنا بيظهر دور الكاتب القادر على تقديم رؤية بشرية حقيقية مش مجرد تجميع معلومات.
أعتقد أنه لن يقضي على الكتابة بقدر ما هيعيد تعريفها، وهنا بيظهر دور الكاتب القادر على تقديم رؤية بشرية حقيقية مش مجرد تجميع معلومات.
كلما تعاملت مع الذكاء الاصطناعي هذه الأيام يزيد يقيني بأن الاعتماد على AI سيلغي عمل الكثير من الكتاب إن لم يكن أغلبهم وأظن أن الدور البشري سوف يكون إشرافي وتنظيمي أكثر منه إبداعي.
سؤال مهم ويمس واقع كثير من المستقلين
إذا اكتشفت أن مهارتك لم تعد مطلوبة كما كانت فهذه ليست نهاية الطريق بل بداية لفرصة جديدة
ابدأ بتحليل السوق لتتعرف على المهارات الصاعدة وابدأ بتطوير نفسك تدريجيًا دون أن تهدم ما بنيته
وغالبًا ما تكون المهارات الجديدة امتدادًا لما تتقنه بالفعل فلا تبدأ من الصفر بل من خبرتك الحالية
لكن الأهم من كل ذلك هو الإصرار
الإصرار على التعلم
والإصرار على التطوير
والإصرار على الوصول
فقد تتغير الأدوات وتتبدل الاتجاهات لكن من يملك الإرادة والمرونة لا يفقد طريقه
لا تدع لحظة الإحباط توقفك
بل اجعلها دافعًا لتعيد شحن طاقتك وتكمل طريقك بأفق أوسع وثقة أكبر .
لفت انتباهي تركيزك على الإصرار، وهو بالفعل عنصر أساسي، لكن في بعض الأحيان يكون التحدي الحقيقي هو تحديد الاتجاه الصحيح قبل أن نصمم على المضي فيه. لأن التمسك بتطوير مهارة لم يعد لها سوق قد يستنزف طاقتنا دون جدوى. أعتقد أن الخطوة الأهم بعد إدراك تراجع الطلب هي إعادة تقييم مكاننا في السوق بحيادية وموضوعية، لنتمكن من تحديد ما إذا كان من الأفضل الاستمرار في تطوير نفس المهارة أو التوجه إلى مجال آخر يبني على الخبرات التي اكتسبناها.
كلامك عميق ومتزن جدًا وأتفق تمامًا معك .
الإصرار وحده لا يكفي ما لم يكن موجهًا في المسار الصحيح.
أحيانًا أن نملك الشجاعة لإعادة التقييم وتغيير الاتجاه هو أرقى أشكال الإصرار نفسه .
السوق يتغير باستمرار والذكاء الحقيقي هو في المرونة والقدرة على التكيف دون أن نفقد بوصلتنا أو شغفنا إعادة توظيف مهاراتنا في مجالات جديدة أو تطويرها لتواكب المتطلبات الحالية. قد يكون هو الاستثمار الأذكى لوقتنا وجهدنا .
شكرا لمداخلتك التي تثري أي حوار.
سرعة تغير السوق قد تجعل بعض المهارات تفقد قيمتها فجأة، وهنا تظهر أهمية المرونة والاستعداد الدائم للتطور.
السؤال الحقيقي ليس فقط: "هل لدي خطة بديلة؟"، بل: "هل أمتلك عقلية التعلم المستمر؟" لأن الاعتماد على مهارة واحدة فقط أشبه ببناء مستقبل مهني على ركيزة واحدة قابلة للانهيار. الاستثمار في تعلم المهارات القابلة للنقل (كالتحليل، والتواصل، والتفكير النقدي) مع مراقبة الاتجاهات الصاعدة، هو ما يصنع فرق الاستمرارية.
برايك اسراء ما المهارة التي يكون الاستثمار فيها أصبح ضروريًا الآن؟
برايك اسراء ما المهارة التي يكون الاستثمار فيها أصبح ضروريًا الآن؟
أري أن مهارة التكيف مع التغيرات السريعة أصبحت في السوق من المهارات الضرورية الآن. فالسوق يتغير باستمرار، وما كان مطلوباً قبل فترة قد يفقد قيمته فجأة، لذا فإن من يمتلك القدرة على تحديث مهاراته ومواكبة الجديد باستمرار هو الذي يبقى قادراً على المنافسة. كما أرى أن القدرة على فهم التقنيات الحديثة، خاصة الذكاء الاصطناعي، واستغلالها لخدمة مجاله، باتت من المهارات التي يجب على المستقلين الاستثمار فيها، حتى لو لم تكن خلفيتهم تقنية بالأساس. ليس من الضروري أن نصبح جميعاً مبرمجين، ولكن ينبغي أن نعرف كيف نستفيد من الأدوات الذكية بدلاً من أن نكون عرضة لخسارتنا بسببها.
التعليقات