كمستقلة، أُصادف أحياناً نماذج من المشاريع التي يتضح من وصفها أن أصحابها مرّوا بتجربة سابقة لم تسر كما يجب. كثيراً ما يكون السبب أن المستقل لم يقرأ التوجيهات جيداً، أو لم ينتبه للتفاصيل التي ذكرها صاحب المشروع بوضوح في البداية. النتيجة؟ عمل غير مطابق، ووقت ضائع، وحوارات إضافية لإعادة الشرح والتوضيح. في تلك الحالات، لا يكون الضرر على جودة العمل فقط، بل على الوقت والجهد والميزانية أيضاً. صاحب المشروع لا يفترض به أن يعيد الشرح من الصفر، ولا أن يُطارد التفاصيل التي كتبها بوضوح منذ البداية. وهذا ما يدفعني إلى طرح سؤال مباشر: كيف يمكن لصاحب المشروع أن يحمي وقته حين لا يلتزم المستقل بقراءة التوجيهات بتركيز؟
المستقل لا يقرأ التوجيهات بتركيز: فكيف يُنقذ صاحب المشروع وقته؟
يمكن معرفة ذلك من خلال العروض التي سأتلاقها على المشروع كعميل مثلا، المستقل المميز والذي قرأ تفاصيل المشروع بعناية، سيظهر ما القيمة التي سيضيفها على المشروع. فضلا على أنه يمكن طلب عينة من المستقل، فمثلا أردت كتابة مقال ما عن موضوع، اطلب من الشخص كتابة سطرين حول هذا الموضوع، فانا هنا ضربت عصفورين بحجر، أدركت أن كان بالفعل هذا الشخص قرأ العرض بعناية وفي نفس الوقت أتعرّف على أسلوبه أكثر في الكتابة ولا سيما إن كان مبتديء على الموقع ولا يملك معرض أعمال.
صحيح أن طلب عينة أو اختبار بسيط يُعدّ حلاً عمليًا لاكتشاف مدى فهم المستقل للمطلوب، إلا أنه لا يكون كافيًا دائمًا لحماية وقت صاحب المشروع، لا سيما إن كانت المشكلة تتعلق بتنفيذ التعليمات على المدى الطويل داخل المشروع. فقد يُتقن المستقل البداية، ثم يهمل التفاصيل أو يتهاون لاحقًا. لذا أرى أن وجود توجيهات واضحة منذ بداية المشروع، مع تحديد تبعات عدم الالتزام بها، قد يُجنّب الكثير من المشكلات، ويُسهم في وضوح التوقعات بين الطرفين منذ البداية.
كمستقلة أحاول دائماً أن أقرأ المشروع جيدا قبل تقديم عرض عمل، تعلمت إن حتى لو كان هناك نقطة صغيرة لا أعرفها فالأفضل ألا أتقدم لهذا المشروع.
لذا على موقع مستقل الآن أرى بعض العملاء يقومون بعمل اختبارات ويطلبون عينات أشعر أحياناً بالمبالغة، لا أخفي عليكي أنني تخوفت من سرقة مجهودي فرفضت القيام بعمل هذه العينة لا أني شعرت أنها أكثر من عينة، أدرك أن صاحب المشروع يحاول أن يحصل على أفضل مستقل ويمكن هذه طريقة ليحمي بها صاحب المشروع نفسه من ضياع وقته.
لو الأمر محصور في عينة فما المشكلة، بالنهاية ما الذي سيستفيده من عينة 250 كلمة مثلا، خاصة لو معرض أعمالك لا يوجد به نماذج مشابهة لمشروعه يمكنه التقييم من خلالها
أتفهم تمامًا تخوفك من فكرة سرقة الجهد، خاصة حين تتحول العينة لاختبار طويل يُشبه تنفيذ جزء من المشروع دون مقابل. من هنا تأتي أهمية أن يكون طلب العينة بحدود معقولة وواضحة، حتى لا يشعر المستقل أنه يُستغل، وفي نفس الوقت يتمكن صاحب المشروع من تقييم الجدية والفهم. أعتقد أن الحل يكمن في بناء ثقة متبادلة من البداية، عبر وصف دقيق للمشروع من جهة العميل، وعرض واضح من جهة المستقل، إلى جانب الاتفاق المسبق على حدود العينة إن وُجدت، حتى لا يُساء فهم الهدف منها.
أرى أن الأمر يمكن حسمه بأن نطلب من المستقل أن يوضح رؤيته عن العمل وخطة وخطوات تنفيذه ونماذج سابقة لو موجودة، وأن نتفق معه على كل صغيرة وكبيرة، وأن يكون هناك اشتراط للتعديلات أو إلغاء العمل في حالة عدم الاستسلام وفق المطلوب، هذا يحمي الطرفين ويلغي المماطلة بقدر الإمكان
أتفق معك في أهمية وضع اتفاق واضح يُحدّد خطوات التنفيذ والتعديلات وكل التفاصيل منذ البداية، لكن المشكلة التي طرحتُها في المساهمة أعمق، لأنها تبدأ حتى قبل الوصول إلى مرحلة الاتفاق. حين لا يقرأ المستقل التوجيهات جيداً من الأساس، قد يُقدّم عرضاً غير مناسب، وبالتالي يُهدر وقت العميل منذ اللحظة الأولى. ولهذا أرى أن حلّ المشكلة يبدأ من اختيار المستقل القادر على الفهم الدقيق قبل أي اتفاق، لأن الاتفاق وحده لا يُجدي إن كان من البداية مبنيًا على فهم غير صحيح.
لدي طريقة معينة أعتمد عليها بمشاريعي وهو أولا من خلال نقاش المشروع والتواصل مع المستقلين هذا النقاش يوضح لي أي من المستقلين قرأ تفاصيل المشروع بعناية وفهمها اكثر، ثم عند بدأ المشروع، أتابع بعناية تامة مع مشاركة كاملة للملاحظات إن لم أجد النتيجة المرضية مع إهمال من المستقل حول التوجيهات والتفاصيل، أطلب إلغاء المشروع، حتى لا نضيع وقت بعضنا
خطوتك في متابعة المستقل وتقييمه من خلال النقاش المبدئي مهمة جدًا، لكن برأيي، إن اضطر العميل للوصول إلى مرحلة الإلغاء، فهذا يعني أن وقتًا قد ضاع بالفعل في التوضيح والتجربة. ما أردت لفت النظر إليه هو ضرورة تقليل هذه المرحلة من الأساس، من خلال فلترة العروض منذ البداية بناءً على مدى التزام المستقل بقراءة التفاصيل بدقة، لأن كثيراً من المشكلات لاحقاً تعود لعدم التركيز في التوجيهات منذ اللحظة الأولى.
هذا مهارات يكتسبه صاحب المشروع او المشاريع مع الوقت او ربما من خلال قليل من البحث في هذا المجال اولا على سبيل المثال إذا كان اسم صاحب المشروع اسم فتاة ولكنه ناديه في العرض بصيغة رجل فكيف يكون مثل هذا يستطيع ان يركز في التفاصيل وهو لم يهتم بابسط الامور وهي معرفة اسم العميل.
ثانيا العروض التقليدية والتي يتم نسخها ولصقها في كل مرة دون وجود اي ابتاع وغالبه بالذكاء الاصطناعي لا تستحق حدا المحاولة نعم قد يكون مقدمونه اناس بارعين حقا في اداء عمله ولكنني لن اتفاوض مع خمسين شخص حدا اجد الافضل منهم ثم إني طريقة تعامل المستقل معي كصاحب مشروع يجب ان اهتم بها لاختيار المستقل المناسب فهي لا تعكس فبط اخلاق المستقل ولكنه تعكس ايضا مهارته في العمل.
ثالثا إذا اتفقنا علي كل هذا النقاط فيبقي الاندفرو هو عامل الحزم في الاختيار فيجب على صاحب المشروع ان يتاكد ما إذا كان المستقل المتلك لهذا الصفات قادر على استلام المشروع ام لا وهذا يتبين من خلال طريقته في التواصل وعرض مهارته وما يمكنه تقديمه لي.
الامر الاخير يجب على صاحب المشروع ان يتعلم كيف يقوم هو بوصف مشروعه فبعض المشاريع يتم انتاجه دون اي مشاكل ولكن الخلل هنا يكون في ان صاحب المشروع نفسه قام بوصف مشروعه بشكل خاطئ في لذلك اضرر إلي إعادة التواصل كما ويجب على المستقل ايضا ان يتاكد من انه فهم المشروع بشكل جيد وانه قادر على تنفيذه قبل ان يقبل به.
جيد جداً طرحتَ نقاطا مهمة حول دور صاحب المشروع في فلترة العروض والتواصل الفعّال، وأنا أرى أن هذه المهارات ضرورية فعلاً، لكنها تأتي في مرحلة لاحقة من المشكلة الأساسية التي ركّزت عليها، وهي إهمال المستقل لقراءة التوجيهات. المشكلة لا تبدأ عند اختيار المستقل، بل عند استقباله لعشرات العروض الجاهزة التي لا تراعي حتى أساسيات التواصل. فحتى لو كان العميل بارعاً في وصف مشروعه، سيظل معرضاً لضياع وقته إذا لم يهتم المستقل بقراءة التفاصيل منذ البداية. لهذا أرى أن الحل يبدأ من ضبط جودة العروض، ثم يأتي بعده دور صاحب المشروع في فلترة الأفضل منها.
التعليقات