استراتيجية القيمة الفريدة: كيف نميز أنفسنا وسط الحشد الكبير من المستقلين؟

بالفعل نحن نعيش في عالم المنافسة مشتعلة للغاية خاصة في عالم المستقلين، بالنسبة لتحديد قيمة فريدة يمكنك مثلا تخفيض أسعارك لتكون قيمتك أن أسعارك مناسبة ولكن تقدمين خدمة جيدة، ممكن التخصص في مجال معين مثل التخصص الطبي، وفي النهاية المسألة مسألة رزق من الله، رزقكم الله وأعطاكم من فضله.

بصراحة فقدت بعض الأمل في منصات العمل الحر مؤخراً، بسبب كثرة ما كنت أعاني منه من تردد العملاء والتعديلات العشوائية، ومن المنافسة التي لا ارفضها ولكن أجهل معايير التفوق بها، فليس الأمر معايير محددة وهذا مزعج.

الآن أحاول تقديم نفسي كمؤسسة خدمية تدعم الخدمات الغير ربحية، وهذا أتى بنتائج أفضل، حيث اتنقل من عميل لآخر داخل بلاد مختلفة بسهولة، ولكن الأمر يحتاج صبر حتى نبني اسم يثق به العميل، أظن تجربة التسويق للخدمات خارج منصات العمل جيدة أيضا

في رأيي، التميز في العمل الحر لا يقتصر على جودة العمل فقط، بل يكمن أيضًا في بناء علاقة قوية ومستدامة مع العميل. أكثر ما يميز الشخص هو طريقة تعامله مع العملاء، وكيف يُشعرهم بأنهم أولويته. على سبيل المثال، صديقي الذي يعمل كمصمم جرافيك كان يولي اهتمامًا بالغًا بكل عميل، ليس فقط من خلال تقديم العمل، بل عن طريق تواصل مستمر واستماع لاحتياجاتهم وتقديم اقتراحات إضافية لتحسين العمل. هذا النوع من الاهتمام الشخصي يجعل العملاء يشعرون بالقيمة ويعودون إليه مرارًا وتكرارًا. لذلك، التميز لا يأتي فقط من تقديم منتج أو خدمة ممتازة، بل من تعزيز الثقة والتواصل الحقيقي مع العميل

ما ذكرته عن UVP دقيق ومهم، لكن ما أراه خطأ شائعًا هو الاعتقاد أن القيمة الفريدة تكون عنصرًا منفردًا، مثل الالتزام بالمواعيد أو الجودة.

في الواقع، العملاء اليوم لا يبحثون فقط عمّن يؤدي العمل بجودة أو بسرعة، بل عن تجربة متكاملة: أسلوب التواصل، مستوى الفهم، حسّ الإبداع، طريقة التفاعل مع الملاحظات... كلها تشكّل الانطباع النهائي.

أعتقد أنك على صواب في التفكير في أهمية القيمة الفريدة، ولكن من المهم أن نُدرك أن مجرد التفكير في هذه القيمة لا يكفي وحده. تحديد ما يميزك يحتاج إلى تقييم حقيقي لما تقدمه مقارنة بالآخرين، وليس فقط الانطلاق من فكرة عامة عن التميز.

قد تتفوق في أسلوبك أو جودة العمل، لكن التميّز لا يأتي فقط من جودة الخدمة أو الالتزام بالمواعيد، بل من القدرة على التفاعل مع العميل بطريقة تجعله يشعر أنه يختارك ليس بسبب الخدمات فحسب، بل بسبب الخبرة الكاملة التي تقدمها له. فهناك العديد من المستقلين الذين قد يقدمون نفس الخدمة بأسلوب محترف، لكن الفارق الحقيقي يكون في كيفية التواصل مع العميل وفهم احتياجاته بشكل شخصي، وليس مجرد التزام بالمواعيد أو جودة العمل فقط.

أما إذا كنت تعتمد على تجربة معينة أو جودة الخدمة كمحدد وحيد، فقد لا يكون ذلك كافيًا أمام منافسة ضخمة. تميزك يجب أن يتعدى إلى الطابع الشخصي في تقديم الخدمة أو الأسلوب الذي يجعل العميل يتذكر اسمك ويفضل العودة إليك، وليس فقط الجودة أو التوقيت.