غالباً ما يواجه أصحاب المشاريع صعوبة في إدارة وقتهم بفعالية دون أن يشعروا بالإرهاق، خاصة مع تعدد المهام والمسؤوليات. قد ينجح البعض في تحقيق الإنتاجية العالية، لكنهم يجدون أنفسهم مستنزفين نفسياً وجسدياً، مما يؤثر سلباً على استمرارية العمل وجودته. لذلك، كيف يمكن لصاحب المشروع تحقيق التوازن بين الإنجاز والراحة؟ هل يعود الأمر إلى تحديد أولويات أكثر وضوحاً أم أن السر يكمن في التفويض واستخدام الأدوات التكنولوجية بذكاء؟
كيف يمكن لصاحب المشروع أن يدير وقته بفعالية دون أن يُرهق نفسه؟
إدارة الوقت بفعالية دون إرهاق تتطلب تحديد أولويات واضحة وتفويض المهام المناسبة، مع استخدام الأدوات التكنولوجية لتحسين الكفاءة. لكن الحل الحقيقي هو وضع حدود بين العمل والراحة، والاعتناء بالصحة النفسية والجسدية. رغم ذلك، قد يكون تحقيق التوافق صعبًا في البداية، خاصة مع ضغوط المشاريع الناشئة. النجاح يعتمد على المرونة والقدرة على التكيف مع التحديات دون إهمال الذات.
هل تعني أن المرونة والتكيف مع التحديات يجب أن يكونا مرادفين للعمل المستمر دون التوقف؟ لأنني أرى أنه في بعض الأحيان، التكيف قد يشمل قبول الحاجة للراحة أو التوقف عن العمل لفترة قصيرة كي نعود بأداء أفضل. قد يكون من المفيد إدراك أن المرونة لا تعني العمل بشكل مستمر، بل تتضمن أيضاً القدرة على معرفة متى يجب أخذ خطوة للوراء وإعادة تقييم وضعنا للحفاظ على التوازن بين العمل والراحة.
الإنتاجية لا تعني أن تعمل أكثر ... اعتقد أنها بأن تعمل بذكاء. كثير من رواد الأعمال يرهقون أنفسهم باعتقاد أن النجاح مرهون بالعمل المتواصل، لكن الاستدامة تتطلب توازناً بين الإنجاز والراحة. تحديد الأولويات يساعد، والتفويض ضروري، لكن الأهم هو إدراك أن الراحة ليست ترفًا، لكن في الحقيقة جزء أساسي من رحلة النجاح...
العمل بذكاء بدلاً من العمل لساعات طويلة فكرة أساسية، لكن ماذا يعني ذلك عملياً؟ هل يقصد به تقليل عدد ساعات العمل فقط، أم أن هناك استراتيجيات معينة لتحقيق إنتاجية أعلى في وقت أقل؟ على سبيل المثال، هناك من يعتمد على تقنية البومودورو لتنظيم فترات العمل والراحة، وهناك من يطبق قاعدة 80/20 للتركيز على المهام ذات التأثير الأكبر. فهل ترى أن هذه الأساليب كافية، أم أن تحقيق التوازن بين الإنجاز والراحة يحتاج إلى مقاربة أعمق تتعلق بإدارة الطاقة الذهنية والبدنية أيضاً؟
كلاهما
فمثلا التفويض لمستقلين عندما يرى بأنه لا يمتلك الخبرة في المهمة أو أن هنالك أولويات أخرى أوكثر أهمية من المهمة المرادالقيام بها أما مسألة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي فقد تكون في أتمتة بعض المهام مثلا تفقد البريد الالكتروني والايميلات الواردة به، ترتيب الاجتماعات وغيره من المهام التي تهدر الوقت
أما بالنسبة لتحديد الاولويات، فمن المهم أن يعي العميل بهذه الخطوة ويحدد أهدافه، سوى القصيرة المدى أو طويلة المدى. المهام التي تتطلب ذهن صاف، يمكن القيام بها في الصباح، أما لا تطلب هذا الجهد الذهني يمكن القيام بها ما بعد الظهيرة. مبدأ باريتو يأخذ في الحسبان عند تنظيم الوقت
أرى أن الحل قد يكون في توظيف شخص يتولى تنفيذ المهام التشغيلية، بينما يركز صاحب المشروع على الإشراف والإدارة الاستراتيجية. بهذه الطريقة، يمكنه الحفاظ على جودة العمل دون أن يشعر بالإرهاق الناتج عن الانشغال بالتفاصيل اليومية.
النجاح في إدارة المشروع لا يعني أن يقوم المؤسس بكل شيء بنفسه، بل أن يعرف متى وكيف يفوض المهام ليحافظ على توازنه ويضمن استمرارية العمل بكفاءة.
أوافق على أن تفويض المهام التشغيلية قد يكون حل فعال لتخفيف الضغط عن صاحب المشروع، ولكن هل تعتقد أن هذا الحل مناسب لكل أنواع المشاريع؟ في بعض الحالات، قد لا يكون توظيف شخص إضافي ممكناً بسبب قيود الميزانية، خاصة في المراحل المبكرة من المشروع. ربما يكون البديل هو الاعتماد على أدوات الأتمتة أو تنظيم المهام بطريقة أكثر كفاءة، بحيث يتمكن صاحب المشروع من تحقيق التوازن بين الإدارة والتنفيذ دون الحاجة إلى توظيف شخص إضافي منذ البداية.
أنا كنت هذا الشخص في يوم من الأيام، لقد كنت أعمل لمدة 16 ساعة وأتابع جميع أفراد الفريق عندي خطوة بخطوة، والنتيجة أنني حدث لي احتراق وظيفي استمر لمدة شهرين بدون نتيجة ولم أحل الأمر إلا بعد أن أخذت إجازة لمدة أسبوع كامل مسافرا خارج البلد وحرفيا تركت هاتفي في البيت وحتى تذكرة الطائرة والتأشيرة طبعتها ورقيا وكل المال الذي كان معي كان نقدا، أسبوع من العزلة والتعافي من كل مهام العمل.
وبعد أن عدت من السفر غيرت هيكلة الفريق وجعلت المتابعة فقط لشخص واحد هو أفضلهم وأكثرهم كفاءة وهو الذي يتابع الفريق كله ويرفع لي تقرير كل أسبوع، وركزت أنا في أكثر شيء أحبه وهو تطوير شبكات العلاقات وتطوير الأعمال للشركة ومؤتمرات هنا ومحاضرات ألقيها هناك، حتى أني أصبحت أستطيع العودة للعمل كمستقل مرة أخرى بعد أن كنت أركز في الشركة وحدها.
أ
تجربتك تعكس تحدٍّ يواجهه الكثير من رواد الأعمال، وهو الإرهاق الناتج عن محاولة التحكم في كل تفاصيل العمل. من الواضح أن إعادة هيكلة الفريق كانت خطوة فارقة، لكن هل تعتقد أن الانتظار حتى الوصول إلى مرحلة الاحتراق الوظيفي كان ضرورياً لاكتشاف الحل؟ ربما كان يمكن تجنب هذه المرحلة لو تم توزيع المهام التدريجي قبل الوصول إلى نقطة الإنهاك التام. السؤال هنا: هل كان هناك إشارات مبكرة بأنك بحاجة إلى تغيير أسلوب الإدارة؟ وكيف يمكن للآخرين التعرف على هذه الإشارات مبكرًا قبل أن يصلوا إلى نفس الوضع؟
كل هذه الأسئلة يا إسراء!
دعيني أجيب على أهمها من وجهة نظري وهو أنني لم يحدث لي احتراق وظيفي لشيء إلا لأني كنت أحب العمل لساعات طويلة ولكن فكرة أن كان يجب عليَ أن أجرب لأتعلم فربما نعم وربما لا أي أني أقصد أن فكرة التجربة في حد ذاتها تعلم ولكنني لم أجد قصص قوية أتعلم منها قبل التجربة. فالنصيحة وحدها لا تكفي للردع ولكننا نحتاج إلى تجارب حية لأناس سابقين نتعلم منهم لذا انتشرت بالمناسبة فكرة تيديكس العالمية بأن يأتي أحد فيحكي لنا تجربته في قصة.
لتحقيق التوازن بين الإنجاز والراحة، يجب على صاحب المشروع تحديد أولوياته بوضوح وتركيز على المهام الأكثر أهمية. التفويض الفعّال يساعد في تقليل العبء الشخصي، بينما توفر الأدوات التكنولوجية طرقًا لتنظيم الوقت وإدارة المهام بكفاءة. كما أن تخصيص وقت للراحة والنوم أمر ضروري للحفاظ على الطاقة والإبداع. التوازن يتطلب أيضًا مرونة في تعديل الخطط حسب الظروف والتحديات.
تحديد الأولويات والتفويض الفعّال بالتأكيد يساهمان في تحقيق التوازن، لكن كيف يمكن لصاحب المشروع أن يحدد الأولويات بشكل عملي؟ هناك العديد من الطرق مثل مصفوفة أيزنهاور التي تفرق بين المهام العاجلة والمهمة، أو مبدأ 80/20 الذي يركز على المهام ذات التأثير الأكبر.
التوازن يتطلب أيضًا مرونة في تعديل الخطط حسب الظروف والتحديات.
لكن هل ترى أن هناك حد معين لهذه المرونة؟ لأن التغيير المستمر قد يؤدي أحياناً إلى عدم استقرار في سير العمل. برأيك، متى يكون تعديل الخطط ضرورة، ومتى يمكن أن يكون مجرد استجابة لضغوط لحظية؟
التعليقات