في بداية رحلتي كفريلانس في مجال التصميم، كنت متحمسا للغاية لأثبت نفسي في هذا المجال. تقدمت للعديد من العروض، وشاركت في اجتماعات مع عملاء محتملين، ولكن النتائج كانت دائما نفسها: الرفض.

في إحدى المرات، كنت في اجتماع مع شركة دعاية لمناقشة مشروع تصاميم هوية بصرية لعملائهم. كنت واثقا من أنني مؤهل للعمل، ولكن خلال الاجتماع، لاحظت أن مسئولا بدأ يفقد الاهتمام. في النهاية، أخبرني بلباقة أن مهاراتي لا تتوافق مع ما يبحث عنه. شعرت بالإحباط، ولكنني قررت أن أتعلم من هذه التجربة. بعد الاجتماع، قمت بتحليل نقاط الضعف في العرض، وبدأت في تحسين مهاراتي في تصميم الهويات البصرية.

في اجتماع آخر، كنت أقدم عرضا لعميل يريد تصميم مجموعة من الملصقات الدعائية. هذه المرة، كنت مستعدا جيدا، ولكنني ارتكبت خطأ فادحا: المايكروفون الاحترافي الذي كنت أظن اني أستخدمه لم يكن متصلا! العميل كان يشكو من جودة الصوت طوال الاجتماع، ولم أكن أعلم أن المشكلة كانت بسيطة للغاية. بعد انتهاء الاجتماع، اكتشفت الخطأ، ولكن الوقت كان قد فات. العميل قرر عدم المضي قدما في التعاون.

هذه التجربة علمتني درسا قاسيا: التفاصيل الصغيرة يمكن أن تدمر فرصا كبيرة. منذ ذلك الحين، أصبحت أكثر حرصا على التأكد من كل شيء قبل الاجتماعات، من جودة الصوت إلى الأدوات التقنية التي أستخدمها.

مع كل رفض، كنت أقف على نقاط الخلل وأعمل على تحسينها. تدريجيا، أصبحت أكثر احترافية، وأكثر استعدادا لمواجهة التحديات. في النهاية، جاءت الفرصة التي كنت أنتظرها: عميل كان يبحث عن مصمم جرافيك لديه الخبرة والتفاني الذي طورته من خلال كل تلك الإخفاقات. هذه المرة، كنت مستعدا، وتمكنت من إقناعه بالتعاون معي.

الرفض لم يكن نهاية الطريق، بل كان بداية لرحلة تحسين وتطوير مستمر. كل 'لا' سمعتها كانت درسا جديدا، وكل خطأ ارتكبته كان فرصة للتعلم. اليوم، أنظر إلى تلك الإخفاقات بفخر، لأنها كانت الخطوات التي قادتني إلى النجاح."

ما هي النصائح التي تقدمها لشخص يواجه إخفاقات متكررة في العمل الحر؟