في العادة كمستقلين ليس في مجالنا أيام محددة تعرف بالإجازات ولا عدد ساعات عمل معينة في اليوم، كل فترة ولها نظامها الخاص حسب تدفق المشاريع واحتياجاتها، وشهر رمضان له طقوسه الخاصة بداية من تغيير مواعيد الأكل والنوم، والالتزام بالعبادات ومضاعفتها، والحرص على صلة الرحم والتواصل العائلي. كل هذه الأمور تبدأ في أخذ المزيد من الوقت في جدولنا كمستقلين ويحتاج لها ترتيبات مختلفة لكي نحصل على أفضل إنتاجية ممكنة وأشدد على ممكنة وليست مطلقة، وكذلك بأفضل مرونة لا تجعل الإنسان يشعر وكأنه يركض في متاهة يحاول إنجاز كل شيء، فمثلًا أنا قررت تخفيف عدد المشاريع التي سأعمل عليها هذا الشهر بحيث تكون الأولوية في اختيار المشاريع بناء على معيارين وهو الأنسب من حيث الوقت بحيث يمنحني مرونة أكبر في إدارة الوقت وتوزيعه، وكذلك الأعلى في السعر ليوازن عدد المشاريع التي سأقوم بتقليلها خلال هذا الشهر. فماذا عنكم؟ ما التغييرات التي ستجرونها على نظام عملكم كمستقلين؟
للمستقلين ما التغييرات التي تجريها على نظام خدماتك أو طريقة سريان عملك لتناسب شهر رمضان؟
بالنسبة لي، أعتبر شهر رمضان فرصة لإعادة ترتيب أولوياتي المهنية، ليس فقط من حيث تقليل عدد المشاريع، ولكن أيضًا من حيث طبيعة العمل نفسه. فأحاول اختيار المشاريع التي تمنحني مرونة أكبر، بحيث لا تتطلب تركيزًا ذهنيًا طويلًا أو ساعات عمل متواصلة، مما يسمح لي بتحقيق التوازن بين العمل والالتزامات الأخرى خلال الشهر.
كما أنني أستغل هذا الوقت في تطوير مهاراتي من خلال القراءة أو تعلم أشياء جديدة في مجالي، خاصة وأن وتيرة العمل قد تكون أقل قليلًا، لذا أحرص على أن يكون هذا الفراغ فرصة للنمو والتطور بدلًا من أن يكون وقتا ضائعا
بالفعل شيماء هو فرصة لتطوير أنفسنا أيضا. بالنسبة لي اعتبر شهر رمضان فرصة لاكتساب العادات والتخلص من العادات. ولهذا أفضل أن أخصص للعمل وقت أقل لأمنح لنفسي المرونة الكافية للتركيز على جوانب مهمة في حياتي. والمرونة في حد ذاتها هي أهم ميزة لمجال العمل الحر التي حمستني للدخول فيه، فلا أدرى كيف حولت أو سمحت بتحويل نظام هذا المجال لنظام أكثر ضغطا من العمل التقليدي الذي كنت انتقده كثيرا.
مع بداية اليوم الأول، لم ألاحظ أي تغيير في روتيني اليومي، على الأقل خلال فترة النهار. أرى أن من الأفضل استغلال هذه الفترة لإنجاز المهام الرئيسية أو الكبيرة، مما يتيح لي التفرغ لصلاة التراويح، والمناسبات العائلية، والقيام في الليل.
بالطبع، يختلف تنظيم الوقت من شخص لآخر، لكن بشكل عام، أحرص على إعطاء الأولوية للعبادات، ثم ترتيب بقية الأعمال وفقاً لذلك.
وأنا مثلك محمد. لكن مشكلتي أن فترة النهار بها جامعة ولهذا اغلبها يضيع مني بدون أن أجد الوقت الكافي للعمل ولهذا كان لا بد من إعادة ترتيب الأولويات في المشاريع لأنه من الصعب الحفاظ على نفس نوع وعدد المشاريع التي كنت أعمل عليها قبل رمضان. فكرت في طلب تغيير نظام المشاريع نفسه من العملاء ليناسب مستجدات شهر رمضان ولكن أظن أنني لن اتلقى ردا إيجابيا منهم على الفكرة لهذا قررت الاعتذار مباشرة على العمل والعودة بعد رمضان بالطبع إذا كان يناسبهم. فما رأيك أنت؟
طالما يوجد طرف أخر وهو العميل فلنفكر من وجهة نظره ، الاعتذار عن العمل في رمضان قد يكون مفهوم، لكنه يظل مصدر إرباك لهم، خاصة إذا كانوا يعتمدون عليك في مشاريع مستمرة أو لديهم جداول زمنية ضيقة. بعضهم قد يتفهم الأمر ويتقبل عودتك بعد رمضان، بينما البعض الآخر قد يبحث عن بديل أكثر استمرارية.
أعتقد إذا كان العميل يرى أنك عنصر أساسي في فريقه، فقد يفضل تعديل الجدول ليناسب ظروفك بدلًا من البحث عن بديل جديد. أما إذا كانت المشاريع حساسة للوقت، فقد يكون من الصعب عليه انتظارك، خاصة إن لم يكن لديه ضمان بعودتك في الوقت المناسب.
أرى الحل الأفضل من منظور العميل هو الوضوح والتخطيط المسبق: بدلًا من الاعتذار المباشر، يمكنك اقتراح بدائل مثل تمديد المهل الزمنية ، مما يمنحه إحساس بالاستقرار ويقلل من تأثير غيابك عليه. بهذه الطريقة، تحافظى على علاقتك المهنية وتقللى احتمال فقدان العملاء الدائمين.
الفكرة أن مع أي تغييرات أجريها لا يمكنني العمل على نفس عدد المشاريع ليس لدي الوقت الكافي لهذا. والمشكلة في مجال العمل الحر أن ليس به إجازات ولا عدد ساعات محدد نحن نعمل لننهي مهمة ونبدأ في غيرها، دوامة لا تنتهي فعلى الأقل في هذا الشهر لا بد لها من أن تتوقف قليلا. أنا بالتأكيد سألجأ لتقديم حلول للعملاء ولكن بنسبة كبيرة الحلول التي ستناسبني لن تناسبهم وأنا لا أخشى فقدان العمل طالما أنه لأهداف أخرى هامة.
إدارة العمل كمستقل في رمضان تتطلب بالفعل مرونة وتخطيطًا مختلفًا، خاصة مع تغير نمط الحياة اليومي. ما ذكرته من تقليل عدد المشاريع والتركيز على الأعلى سعرًا والأكثر مرونة هو نهج عملي يحافظ على الإنتاجية دون استنزاف الطاقة.
من تجربتي أجد أن رمضان فرصة لإعادة تقييم أسلوب العمل، فأميل إلى تقليل المهام التي تتطلب تفكيرًا عميقًا خلال النهار، وأخصص الأوقات التي أكون فيها أكثر يقظة بعد الإفطار أو في السحور لإنجاز الأعمال الأكثر إبداعًا. كما أنني أعتمد على جدولة الاجتماعات والمهام مسبقًا حتى لا أقع في ضغط غير محسوب. التحدي الأكبر في رأيي ليس فقط تقليل المشاريع، بل معرفة كيف نوزع الطاقة والجهد بشكل ذكي.
وهل احتجت عفيفة لتقليل عدد المشاريع التي تعملين عليها أو أن تطلبي من العملاء إجراء تغييرات عليها لكي تعطي لك مرونة أكبر في الإنجاز؟
خطتك منطقية جدًا، فشهر رمضان بالفعل يحتاج إلى إعادة ترتيب الأولويات، ليس فقط بسبب التغيرات في الروتين اليومي ولكن أيضًا لأن الطاقة الإنتاجية تختلف خلال الصيام. بالنسبة لي، سأحاول التركيز على المشاريع التي يمكن إنجازها في الساعات التي أشعر فيها بالنشاط، وأيضًا سأخصص وقتًا أطول للراحة والتأمل بدلًا من إرهاق نفسي بمحاولة مجاراة الإنتاجية المعتادة. الفكرة ليست في الإنجاز الكمي، بل في تحقيق توازن يجعلنا نشعر بالراحة والرضا خلال الشهر.
التعليقات