قد نبدأ مشروعًا بحماس شديد، نضع خططًا كبيرة، نشترك في أدوات إدارة المشاريع، وربما نشتري دفتر ملاحظات أنيق، ثم نكتشف بعد أسبوعين أن الحماس بدأ يتلاشى. من خلال تجربتي في مشروع إنجاز حقيبة تدريبية حول استراتيجيات الظهور الإعلامي للمؤسسات خلال ثلاثة أشهر، توصلت إلى عدة استراتيجيات لتحفيز الذات، منها:

الاستراتيجية الأولى: تقسيم العمل إلى مهام يومية

في البداية، بدا المشروع مرهقًا بحجمه الكبير، لذا قررت تقسيمه إلى مهام يومية صغيرة مثل: "اليوم سأجمع 5 مصادر"، "غدًا سأكتب 300 كلمة". فجأة، بدا المشروع أكثر سهولة. كترتيب الدولاب، إذا فكرت في تنظيفه بالكامل دفعة واحدة، ستشعر باليأس، لكن إذا بدأت برف واحد، ستجد نفسك تكمل الباقي دون وعي.

الاستراتيجية الثانية: كن مديرًا صارمًا وموظفًا ذكيًّا

عند العمل عن بُعد، أنت المدير والموظف معًا. المدير يجب أن يكون صارمًا في تحديد المواعيد النهائية، بينما الموظف يجب أن يكون ذكيًّا في إنجاز العمل. شخصيًا، كنت أضع مواعيد نهائية "وهمية" لكل جزء من المشروع. مثلاً، أقول لنفسي: "الموعد النهائي لهذه المهمة هو الجمعة". وعندما يحين الجمعة، أكون قد أنجزت 80% منها، وهذه نسبة أفضل بكثير من لا شيء.

الاستراتيجية الثالثة: اهرب من "وحش الإلهاء"

وسائل التواصل الاجتماعي هي عدوك الأول. إشعارات، فيديوهات، ورسائل أصدقاء لا تنتهي. قررت حذف تطبيق "إنستغرام" مؤقتًا أثناء فترة العمل، وفعّلت وضع "عدم الإزعاج" على هاتفي. في البداية، شعرت بالملل، لكن مع الوقت، زادت إنتاجيتي بشكل ملحوظ.

الاستراتيجية الرابعة: كافئ نفسك بحكمة

بعد إنجاز جزء مهم من المشروع، كافئ نفسك، ولكن بحذر. في البداية، كنت أكافئ نفسي بمشاهدة حلقة من مسلسلي المفضل بعد إنهاء كل فصل، لكن انتهى بي الأمر بمشاهدة 5 حلقات وإنجاز فصل واحد فقط. بعدها، أصبحت المكافأة كوب شاي مع قطعة شوكولاتة صغيرة، مما حافظ على التوازن.

برأي إدارة المشاريع طويلة المدة عن بُعد ليست مجرد مهارات تقنية، بل هي معركة مع النفس. تحتاج إلى تقسيم المهام، خداع نفسك أحيانًا، مكافأتها أحيانًا أخرى، مع تذكير دائم بالهدف الأساسي. وتذكر دائما أن: "كل خطوة صغيرة تقربك من خط النهاية لإتمام المشروع".

شاركونا تجاربكم وآرائكم: كيف تديرون مشاريعكم طويلة الأمد عن بُعد مع الحفاظ على شغفكم بها؟