إشتركت فى كورس تدريبي فى مجال السوفت وير تيستينج، وحينما تناقشت مع أحد الزملاء داخل الكورس وكنت أنا منبهر من أن السعر مناسب لي قال لى بالعكس سعر الكورس غالى عليه وهو من دولة أخرى فكان قد إشتراه ب 120 $ وهو من دولة أخرى أى ما يعادل 6000 جنية مصري، وأنا إشتريت الكورس ب 1000 جنية مصرى، لماذا إذاً تسعير خدمات الدورات بأسعار مختلفة وفقا لكل دولة؟!
سعر الكورس فى مصر شئ وفى السعودية شئ وفى أوروبا شئ أخر!!
لماذا إذاً تسعير خدمات الدورات بأسعار مختلفة وفقا لكل دولة؟!
سأجيبك من واقع خبرتي ولكن في مجال آخر، كنت أعمل لدى خدمة عملاء شركة متخصصة في البرمجة، وكانت التعليمات كالتالي: لا بد أن تختلف الأسعار التي نقولها للعملاء على حسب الدولة، فمثلاً عميل من دولة محددة قد نقوم بتخفيض السعر له للعديد من الأسباب التي من أهمها ضعف الرواتب في دولته ولاعتقادنا بأنه لن يدفع إذا وجد السعر مرتفع نسبيًا وهذا كان يحدث بالفعل، وأيضًا كنا نقوم برفع السعر عندما يأتينا عميل من دولة أخرى غنية ولا تعاني من ضعف الرواتب كالأولى والزبون سيشتري في جميع الأحوال لأن أسعار الأشياء لديهم مرتفعة جداً، وبالتالي سيرى أسعارنا بسيطة مهما ارتفعت.
أظن سبب هذا التسعير التفاضلي هو اختلاف الظروف الاقتصادية في كل دولة، وأنه سيخسر كل عملائه في هذه الدولة لصالح المنافسين المحلليين إذا قدم الخدمة بالسعر المرتفع. وربما أن عدد العملاء المتوقعين من دولة س أكبر بكثير من العدد المتوقع من دولة ص. لذا، رغم تخفيضه للثمن إلا أنه ما زال سيحقق مكاسب متقاربة.
هل الأفضل أن نحقق مبلغ كبيرة من عدد عملاء كبير أم نحقق نفس المبلغ من عدد عملاء أقل؟! لافارق طالما حققنا الهدف أليس كذلك؟!
أظن كل حالة لها ميزاتها، فالعملاء الأقل يعني أن عدد الناس الذين ستقوم بتعيينهم للمساعدة في فهم الكورس أقل، ولكن هذه المنصات تقوم على أساس تعيين متطوعين ممن تفوقوا في الكورس نفسه لمساعدة المتعلمين الجدد. لذا، ربما لا يشكل الأمر فارقا بالنسبة لهم. وفي حالة العملاء الكثر، يكون فقدانك لبعض العملاء لا يؤثر على أرباحك بشكل كبير.
العميل من الدولة الفقيرة يراه رفق ومراعاة .. والعميل من الدولة الغنية يراه استغلال وعمل لا أخلاقي .. لا أدري أي الرأيين الصواب ..
هو لا هذا ولا ذاك، في النهاية الهدف هو تعظيم الأرباح وهذه الطريقة تساهم في هذا بشكل كبير فالكثير من سكان بعض الدول لن بديفكروا بالإشتراك إذا كان السعر المتاح عالمي فالعملة المحلية ضعيفة وهذا أمر لا يناسب القدرة الشرائية للجمهور بهذه الدولة وبالتالي تخفيض السعر يكون في مقابل توسيع السوق وهنا يأتي دور دراسة الجدوى هل تكلفة العمل مع هذه الدولة تستحق ما ستدره من عائد أم لا، وأعتقد أنه في معظم الأحيان ستجد المؤسسات إن الأمر يستحق ذلك، أما مقارنة العملاء بعضهم مع بعض بما يدفعون فهو أمر أقل أهمية بكثير
أظن أن الأمر طبيعي، ليس على مستوى الدورات التعليمية فقط بل حتى على مستوى المنتجات الأخرى كالطعام والشراب والملابس والأجهزة الكهربائية، كل دولة لها تسعيرتها الخاصة. هذا يرجع إلى عدة عوامل تشمل التكاليف الإنتاجية المحلية، الضرائب والرسوم، والتكاليف اللوجستية والنقل، إلى جانب تكاليف الواردات والصادرات وسياسة التجارة الدولية.
صحيح أن الدورة التعليمية أو الكورس لا يتعرض لكل هذه الأمور، لكن من جانب تحقيق هوامش أرباح أعلى، فيقومون بالتسعير بناءً على ما يناسب دخل المواطن في كل دولة.
بعض الجهات المقدمة للدورات التدريبية تضع عامل الموقع الجغرافي للمستفيد من الكورس في الحسبان. الحالة الاقتصادية للبلد الذي في أوروبا ليست كالسعودية ليست كمصر، وأعتقد أنه لو كان الكورس في مصر بـ 6000 مصري لم يكن ليقبل على شرائه الجمهور.
إذا اشترى الكورس 6 عملاء مصريين الكورس فهذا أفضل من أن يشتريه عميل واحد فقط، لأنه سيحقق الانتشار الذي يريده إلى جانب تحصيل نفس المبلغ المالي.
التعليقات