في عالم العمل الحر نتعامل كمستقلين مع مجموعة واسعة من المشاريع والعملاء والتحديات غير المتوقعة، وفي حين أن العديد من هذه التجارب تسهم في نمونا ونجاحنا، هناك دائمًا بعض التجارب التي تبرز بسبب الدروس القاسية التي تعلمناها من خلالها. فلنتشارك بعض هذه المواقف ونتحدث عن الدروس المستفادة منها في العمل الحر، فمن خلال تجربتكم الخاصة سواء كان ذلك بسبب عميل يصعب إرضاؤه، أو مشروع تحول إلى كابوس، أو نزاعات مالية، أو أي قصة أخرى في مجال العمل الحر، من باب الاستفادة من هذه التجارب.
ما هي أكثر تجربة تعرضت لها مع صاحب مشروع، وأثرت بك، واستفدت منها؟
بالنسبة لي لم تحدث لي نزاعات مع أصحاب العمل، بل بالعكس كل الأمور كانت تسير في كل مرة بشكل جيد، حتى أن بعضهم كان يتفهم العقبات التي كانت تواجهني في بعض الأحيان بصدر رحب، إحدى التجارب التي يمكنني سردها هي الثقة المطلقة التي وضعتها في إحدى العملاء، أين كنت أعمل على إحدى المشاريع خارج منصات العمل الحر، فالتعامل خارج المنصة محفوف بالمخاطر، وكان العمل عبارة عن 5 ساعات يوميا، بحيث يجب أن يسلّم كلّ يوم، ويتم التحقق من صحته كل يوم من قبل فريق مختص بذلك، والدفع كان مجدولا كل أسبوعين، وكانت أول تجربة لي للعمل مع هذا الشخص، مع ثلة من المستقلين، في البداية العديد منهم رفض العمل بحجة أن العمل شاق والدفع غير مضمون، لكني وضعت ثقتي فيه، وعملت 75 ساعة قبل أن أتحصل على أول دفعة مالية، وكان العميل صادقا ويبذل قصارى جهده لإعطاء كل مستقل حقه، أعتقد أن هذا الأمر فيه مخاطرة كبيرة لكني كنت متيقنا بأني سأتحمل مسؤولية ما أعمله، ولكني حاليا أعتمد بشكل كبيرة على منصات العمل الحر، وهي تنقص من العمل الإداري للمشاريع الشيء الكبير، فضلا عن الأمن الذي تقدمه.
الثقة شيء جميل ولكن ليس في العمل، ففي البداية حمدا لله أنه كان على قدر ثقتك بعد هذا المجهود الذي بذلته، ولكن صراحة لو كنت مكانك لم أكن سأقبل بهذه الطريقة، فطالما نتعامل خارج منصة تحمي حقوق الطرفين، على الطرفين أن يضمنا حصول كل منهم على حقه، وعلى الأقل في بداية التعامل، وهذا ما أنصح به أي مستقل يعمل خارج منصات العمل الحر، لأن ما سمعت عنه من حالات الاحتيال والنصب كثير جدا ومن الطرفين، هناك صاحب مشروع حكى لي أنه اتفق مع مستقل على إنجاز مشروع ما، فطلب منه المستقل حسابه بشكل مسبق، ووثق به العميل ودفع له مقابل المهمة التي لم يبدأ بها بعد، فما كان له سوى أنه اختفى بعد تحويل المال له، فنصحته شخصيا بألا يفعل ذلك مطلقا، وكان اتفاقي معه أن الدفع يكون بشكل يومي بعد الانتهاء من كل مهمة، فأسلم عملي ومن ثم أخذ مقابله، وهذه طريقة أفضل وأضمن للطرفين، ومن ثم إذا استمر العمل لفترة طويلة، تكون الثقة قد تم بنائها، فيمكن أن نعيد الإتفاق ليكون الدفع اسبوعي أو شهري.
أعتقد أنك من القليلين المحظوظين أخي بأن تكون مثل هذه التجربة ناجحة لأن هناك الكثير من قصص الرعب والخداع بهذا الخصوص، وعموما لا أعتقد ان رفض كل هذه الفرص بالعموم أمر إيجابي بل يجب أن تقدر كل فرصة بقدرها وعلى حسب تعامل الشخص ومقدار الثقة به، لكن يظل الرفض في مثل هذه الظروف هو الأشهر والأمن في معظم الأحيان، إضافة إلى اني أجد بعض المشكلة في أن يختار العميل والمستقل البعد عن المنصة بعض أن أوصلتهم ببعضهم وهنا يجب الحذر أيضًا فلو اكتشفت معظم المنصات أمر كهذا يكون رد فعلها سريع على حسب تجربتي بحذف الحساب أو إلغاء تفعيله وهذا ما حدث معي تندما كنت مبتدأ منذ حوالي عشر سنين وكنت لا أعلم شيء عن قواعد هذه المواقع وكان العميل أيضًا لا يعلم كثيرًا عنها فعندما اكتشفت المنصة ألغت تفعيل حسابي ورغم محاولاتي العديدة بعد ذلك لاستعادته كان الرفض واضح وصريح ولا رجوع فيه بالنسبة لهم.
العديد منا يحاول تعلم مجال جديد و لكنه يفشل في كل مرة بسبب العديد من الأسباب، و هذا ما حدث لي عندما كانت لي رغبة في تعلم برمجة بوتات التلغرام و لكن لم أجد الفرصة الملائمة لذلك بالرغم من أنني أتقن لغة البرمجة المستعملة في ذلك، إلى أن جائني عميل إشتغلت معه في العديد من المشاريع من قبل و طلب مني برمجة بوت له و كان هذا بمثابة حافز لي لأتعلم هذا المجال، وبالفعل بسبب هذا المشروع تعلم ما كنت أريد تعلمه.
التعليقات