كانت الفوضى الرمضانية في عائلتي كابوسي السابق كمستقل، إلا أنني تفطّنت أخيراً مما سبق أنّ المشكلة لم تكن معهم، بل معي ومنّي، أنا عندي مشكلة بالتواصل، ولذلك أحب أن ننتبه إلى أن عملنا كمستقلين يتطلّب مهارات للتفاوض مع أهلنا وليس فقط مع عملائنا.

أهلي مثلاً يقاطعون كثيراً في سبيل مساعدتي لهم في أمور المنزل، بدأت التفاوض معهم على أوقات استراحات لي وبدأت أوضّح لهم كيف يفضلون أن نستغلّها (كانت مشكلتي أنني أريد حل مشكلتي ولكن بتغيير العقلية ومحاولة حل مشكلتهم تبدّلت النتيجة للإيجابي!) بالمثل استمرّيت، حيث حاولت الاستفادة من الجميع أيضاً في توزيع المهام على الكل وفي مسألة الزيارات المفاجئة أعددت خطط لتفاديها عبر قيامي بها أصلاً أنا في وقت الفراغ ولو لوحدي! هذا كان يجنّبني أيضاً الزيارة في وقت غير مناسب ويجعلني أكتسب مشاعر إيجابية أيضاً بالزيارة نفسها، وعدّلت طريقة عملي بحيث قسّمتها إلى أجزاء صغيرة جداً من المهمات والهدف أن أكون جاهزاً للمقاطعات، بين المقاطعات صرت أعمل وأُنتِج. 

حتى الطلبات الخارجية استخدمت حيلة غريبة في أنني جمعت اقتراحات ما يمكننا طبخه خلال الأيام المقبلة وقمت بشراء الأغراض كلّها مسبقاً ومحاولة ترميم كل نقص قد يحتاجوني فيه في وقت الفراغ، من تجربتي أؤكّد بأنّ كل مشكلة أو عرقلة نخوضها مع أهلنا في هذا الشهر سببه نحن، مشكلات في جوانب شخصيتنا أو سلوكنا أو فكرة خاطئة بالإدارة، تقليل العملاء والتأخر بالتسليم ليس حلاً، بل قلة احترافية برأيي، هذا آخر ما يجب أن نلجأ إليه جميعاً!