لماذا لا يهتم أغلب المستقلين بكتابة العرض المقدم على المشروع؟

من الواضح أن تجربتك في هذا الصدد تعكس مشكلة شائعة في عملية تقديم العروض على منصات العمل الحر، فلا شك أن العروض الجيدة والمهنية والتي تكتب بصدق واحترافية تلعب دورًا كبيرًا في إثارة اهتمام العملاء المحتملين وجذبهم لزيارة ملفات المستقلين والتواصل معهم، أما إذا كانت طريقة كتابة العروض غير واضحة أو غير مهنية، فهي تؤثر سلبًا على انطباع العميل اتجاه المستقل وتقلل فرص الحصوله على العمل، لذلك دائما ما نجد هناك الكثير من النصائح بكيفية تقديم عرض احترافي على المشروع.

وأعتقد أن السبب وراء هذه المشكلة هو عدم فهم بعض المستقلين لأهمية العرض ودوره في جذب العملاء، أو ربما يكون الضغط الزمني الذي يواجهونه بسبب المنافسة الشديدة واستغلال فرص البحث عن فرص كثيرة سببًا آخر في كتابة العروض بسرعة دون الانتباه الكافي لتفاصيل المشروع.

المشكلة هو التعطش للمال

المعظم من المستقلين جاءوا لهذه المواقع لجني المال واقتران تفكيرهم بطرق الكسب السريع، لذلك تجدهم يضعون أي جمل بجوار بعضها والمطلوب ان تكون هذه جمل تجعل القارىء يرغب بتوظيفهم

نسوا الترتيب الصحيح وهو البدء بتحية ومن ثم التعريف بشكل بسيط بنفسك ومن، ثم توضيح اي نقطة طلبها صاحب المشروع في وصفه للمشروع، ومن ثم اعطاءه سبب لقبولك او حتى لفت نظره لرؤية معرض أعمالك حتي يتمكن من اختيارك وبالنهاية تحية مجدداً

كنت أستخدم حركة لطيفة وهي ان استأذنه ان كان عنده وقت فارغ بجدول أعماله لنعد اجتماع

هذه النقطة ستعطيه شىء مثل الشعور بالأهمية وأيضاً يشعر بالتزامي وتقديري للوقت والمواعيد

هي مجرد تلاعب بالألفاظ ومدعوم بمعرض أعمال قوي.

حتى تمكنك من لفت نظر العميل وموافقته عليك بعد اقتناعه بك.

هذه النقاط بحاجة لأن يراجعها المستقلين حتى يحصلوا على العمل الذي يرغبون به.

لاحظت كثيرًا تلك الظاهرة وغالبًا ما كان يدفعني الفضول للدخول إلى الملفات الشخصية ومعرض الأعمال الخاص بالمستقلين الذين يستهترون جدًا بتقديم عروضهم وما لا حظته أن أغلبهم لا يملك المهارات ولا الخبرات اللازمة وأنهم لديهم هوس بالتقديم على مشاريع كثيرة وباختصاصات مختلفة ربما ظنًا منهم بأنهم سوف يُقبلون نتيجة كثرة التقديمات وكأن الموضوع سحب قرعة والمشكلة أنهم يبحثون عن المال فقط دون أن يؤسسوا أنفسهم بالشكل اللائق وأعتقد أن تلك الظاهرة ازدادت بكثرة في الآونة الأخيرة ومع انتشار الذكاء الاصطناعي لأن كثير من المستقلين يعتقدون أن بإمكانهم إنجاز أي مشروع باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.

قبل شهرين تقريباً سألت هذا السؤال ( كمستقل كيف لي ان اكتب خطاب التوظيف )

تخيل مدى سذاجة صيغة السؤال ، وقتها لم اكن اعرف متى او كيفية كتابة العروض على مستقل وفي حقيقة الامر قرئت إجابات افادتني كثيراً في هذا الامر ، وبعد ان عملت بالنصائح التي قُدمت لي وقتها رداً على هذا السؤال الساذج .... بدئت استلم مشاريع بل وصلت لمرحلة انني ادخل على كل المشاريع حتى ارى كيف ومتى يكتب البقية عروضهم ، إلى ان وصلت لمرحلة اعرف ان هذا العرض سيقبل او سيرفض ، بل في كثير من الاحيان لا اكتب عروض لانني اعلم ان صاحب المشروع لن يختارني او لن يختار احد من الاساس.

لكن لا ارى للمستقل مبرر ان يقوم بمثل هذه العروض السريعة والمبهمه إلا في مجالات بها منافسة شرسه، فهو بالتأكيد لا يريد ان يكون عرضه متأخراً خوفاً من عدم قرأته بسبب كثرة العروض التي ستقدم ، لذلك يريد ان يكتب عرضه بشكل سريع وقد يصل الامر الى تثبيت صيغة معينة يقوم فقط هو بلصقها اذا اردت ان يضيف عرض.

وكل ذلك حتى يتسنى لصاحب المشروع ان يرى عرضه اولاً ظناً منه انه قد يُقبل اذا كتب عرض من ضمن العشر الاوائل.

ولا انكر ان هناك بعض اصحاب المشاريع لا تنظر الا لعدد معين من العروض لكن قلما ما يحدث هذا .

وما دون ذلك فأرى انه استعجال غير مبرر من المستقل والا سيعاني من عدم التوظيف كثيراً.

بالفعل، هذه مشكلة رائجة بين المستقلين والعاملين بالعمل الحر، وهذه نابعة من ثقافة الكمية على النوعية، هناك إعتقاد سائد بين المستقلين بأنّنا علينا أن نطرق أكبر عدد ممكن من الأبواب لتحصيل أعمال ومشاريع، بالغالب من يملك هذه الفكرة نرى أنّ معرض أعماله لا يستحق التوظيف عليه، بالعموم أنا ألقيت نظرة على باقي الصناعات والمجالات أيضاً وبها ذات هذه النوعية العجولة من الاشخاص، الذين لا يقومون ببذل مجهودات عالية في أعمالهم ومع ذلك يطرقون الكثير من الأبواب، حين كنت أعمل مرّة على مشروع، هناك أكثر من 8 جهات افتتحت مشروع مشابه تماماً نسخ لصق لما أقوم به، وفوراً قاموا بعد فترة قصيرة بإغلاق المشروع، يريدون أرباح سريعة لن يروها إلا بتقديم قيمة حقيقية للعميل، المشكلة أنّ من يفعل هذه الأمور إذا تكررت فعلته وخاصة لو كانت مع ذات العميل سوف يكون اسمه محفوظاً وبالتالي سيدمّر سمعته بشكل ذاتي بسبب هذا السلوك الفوضوي.

لأن المجال هذا يتسم بالفوضى

على أسمه عمل حر لا تنظيم لا قوانين لا أي شيء

واجزم يقينا ان بعض المستقلين يوجد لديهم وظائف رسميه أوطلاب ليس دخل رئيسي فتحصله يرمي العرض بأي مكان و يمشي .

ولا أحد يزعل مني الكلام الي بكتبه :

أستغرب من لا يستطيع كتابة محتوى لمدونته أو موقعه او حتى شركته أو نشاطه التجاري ؟

إذا كلت لا يستطيع الكتابه فمادور صاحب المشروع بس يتفرج ؟