كثيرًا ما يشغلني أنا وغيري من المستقلين كيفية "التسويق الذاتي" لأنفسنا في العمل الحر، كلنا نستهدف صناعة "صورة ذهنية إيجابية" و"هوية مميزة" لنا أمام العملاء. لذا، أعتقد أن من أهم وسائل التسويق الذاتي التي يمكن الاستفادة منها لهذا الغرض هي تعزيز "البصمة الرقمية"، ومعناها السمعة على الإنترنت، يعني كل أنشطتنا الرقمية عبر الإنترنت مثل: تفاعلاتنا ومنشوراتنا على منصات التواصل الاجتماعي: فيسبوك أو إنستغرام أو حسوب I/O أو لينكدإن، مقالاتنا المنشورة في المواقع والمدونات وغيره، تفاعلاتنا عبر منصات العمل الحر مثل خمسات ومستقل.

كل ذلك وغيره من الأنشطة يساهم في صناعة سيرة ذاتية رقمية أمام العملاء المحتملين، وهو ما يرسم البصمة الرقمية التي تتحكم في كيفية ظهور أسمائنا عند البحث عنها عبر محركات البحث.

مثال: يمكن أن يقود اسم المستقل عند البحث عنه على جوجل إلى قناته على يوتيوب، فيكتشف العميل الذي وظفه للكتابة سابقًا أنه موهوب كذلك في الأداء الصوتي مثلًا، أو يكتشف أنه يُجري لقاءات بودكاست قيمة ومميزة، فيترك ذلك صورة ذهنية إيجابية وانطباعًا احترافيًا عن المستقل لدى العميل، فتزداد الثقة وترتفع احتمالية توظيفه على مشاريع مستقبلية وتجديد التعاون.

وقد يحدث العكس، مثل أن يقرأ العميل مثلًا منشورًا للمستقل على إحدى منصات التواصل الاجتماعي -وليكن حسوب I/O- المنشور الذي قدم قيمة حقيقية ترك انطباعًا إيجابًا لدى العميل دفعه للبحث عنه وتوظيفه، وهكذا. فكيف تعززون بصمتكم الرقمية؟

وقد حدث معي شخصيًا أن تواصل معي عميل، وأخبرني أنه قرأ عدة مقالات لي من التي كتبتها لصالح مدونة خمسات، إذ ظهرت أمامه من خلال تصدرها لمحركات البحث، وتلخصت متطلباته في: "أريد مقالات مثل التي كتبتها لمدونة خمسات". وأذكر أيضًا أن أحد صانعي المحتوى على يوتيوب كان يقدم شروحات مجانية على ما أذكر في البرمجة، وكان يتواصل معه العملاء بسبب فيديوهاته.