غالبًا ما يدور تصورنا ليوم العمل حول مفهوم الوقت وبالتالي نقسم المهام على هذا الأساس، ولكن ماذا لو نظرنا للأمور بطريقة مختلفة وقمنا بتقسيم عملنا ويومنا على أساس طاقتنا وحسب المجهود المبذول في كل مهمة، ونبدأ نفكر أن موردنا الأساسي هو الطاقة، وليس مجرد دقات الساعة. فكما يعرف معظمنا من التجربة وخاصة كمستقلين نتعامل مع مهام مختلفة طوال الوقت ليست كل الساعات متساوية، فبعض المهام تستنزف طاقتنا، بينما البعض الآخر نجد العمل عليه سلس وخفيف.
فعلى سبيل المثال أثناء عملي مع أحد العملاء على ترجمة أحد الكتب كنت في نفس الوقت موكل لي مهمة إدخال بيانات منتجات لأحد المتاجر الإلكترونية، فبالتأكيد العمل على هذه المهمة لم يكن كالعمل على تلك، فمهمة ترجمة الكتاب كانت تتطلب مني تركيزًا عميقًا وجهدًا وتفكيرًا مكثفًا، على عكس مهمة إدخال بيانات المنتجات التي تطلبت تركيز أقل بكثير، وكانت تمثل بالنسبة للأخرى فرصة للاستراحة النوعية، لهذا كنت أرسم جدولي على أساس وحدات من الطاقة ففي المهمة الأولى كانت طاقتي تنفذ بسرعة أكبر واحتاج لبعض من الراحة وهكذا، لكن المهمة الثانية كنت أعمل عليها طويلًا قبل أن أشعر بالوهن.
ومن المهم جدا عند تطبيق هذه الطريقة في العمل بالانتقال من الجدولة الصارمة المستندة إلى الوقت إلى نهج وحدة الطاقة وهي مقدار الوقت الذي يمكنك به الاستمرار في التركيز. فكر في قياس يوم عملك بناءً على قدرتك الفردية على الاستمرار في التركيز. وبالتالي نتمكن من تصميم جدولنا الزمني ليتناسب مع الاعتراف بأن المهام التي تتطلب مستويات مختلفة من الجهد العقلي قد تختلف في الوقت الذي تستهلكه.
ما رأيكم بهذه الطريقة، وما هي الطريقة التي تتبعوها في تقسيم العمل ربما يكون هناك أفضل منها فنستفيد؟
التعليقات