الشائع عن العمل الحر أنّه يغلب عليه الفردانية، وأقصد بها العمل بشكل منفرد بعيدًا عن العمل في فريق والحاجة إلى التواصل المستمر مع مستقلين آخرين.
مثلث العمل الحر يضم صاحب مشروع ومستقل ومشروع فقط. ولكن أحيانًا يضطر الكاتب إلى العمل جنبًا إلى جنب مع المصمم مثلًا للخروج بأفضل نتيجة ممكنة للمشروع.
فهل سبق لك التعاون مع مستقلين آخرين خلال نفس المشروع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يكون النظام التشاركي في العمل الحر فعالًا برأيك؟
مرحبًا رغدة.
عملت كمستقلة ضمن فريق عمل، وكان دوري هو الإشراف على فريق الكتابة، وكانت فترة شاقة جدًا لأنني كنت أتمسك بمعايير دقيقة لإخراج الكتابات وأعتقد أن الخلل في تلك الفترة كان بسبب ضعف إدارة صاحب المشروع للفريق.
وإلى أي مدى يمكن أن يكون النظام التشاركي في العمل الحر فعالًا برأيك؟
سيكون فعالًا جدًا إذا كانت المهام واضحة ومحددة وإذا كان صاحب المشروع يتمتع بمهارة إدارة المشاريع والتواصل والقيادة.
وكان دوري هو الإشراف على فريق الكتابة، وكانت فترة شاقة جدًا لأنني كنت أتمسك بمعايير دقيقة لإخراج الكتابات
أهلًا وسهلًا بكِ فاطمة.
أتوقع أنني أيضًا إذا عملت في مشروع مشترك مع مستقلين آخرين فلربما جنّ جنوني لو لم أجد ما توقعته؛ لأننا كمستقلين اعتدنا على ألا يشاركنا أحد قرارتنا المهنية، وألا نحتكم إلى شخص سوى العميل، فبمجرد أن تزيد أطراف المعادلة قد يختل التوازن.
ولكن المرونة هي أساس كل شيء، وعدم رفع سقف التوقعات أيضًا كان من شأنه حل المشكلة قبل وقوعها، فلماذا اخترتِ إلقاء اللوم على المدير نفسه؟
هل عبرتِ عن انزعاجك مثلًا من سير المشروع أو اقترحتِ عليه حلولًا لذلك؟
فلماذا اخترتِ إلقاء اللوم على المدير نفسه؟
لأنه ترك الفريق دون توضيح المهام الملقاة على عاتق كل فرد، ولم يتواصل مع الأعضاء، ولم يتخذ قرارات واضحة بشأن عدم الالتزام بالمعايير، بل لم يضع معايير من الأساس وترك كل هذه المهام عليّ دون مسمى وظيفي واضح إلى أن قررت التوقف.
أتوقع أنني أيضًا إذا عملت في مشروع مشترك مع مستقلين آخرين فلربما جنّ جنوني لو لم أجد ما توقعته
أنا لم يضايقني أنني لم أجد ما توقعته وإنما لأنني لم أجد الحد الأدنى من الصواب وصحة سير العمل بما لا يختلف عليه اثنين.
ودعيني هنا أذكر لك تجربة أخرى مزعجة في مساري المهني إذ كان يشرف على كتاباتي عدد من المشرفين، بعضهم عندما يصحح لي كان يقول مثلًا: يا فاطمة هذه خطأ لغوي والأصح كذا لأن القاعدة كذا، على النقيض كان أحد المشرفين يقول هذه الجملة غيريها أرى أنها هكذا أفضل!
ما معنى أفضل؟ ولماذا يكون ما تراه هو الأفضل وليس ما كتبته أنا ابتداءً؟
المقصد من ذكر هذه التجربة هو أن وجود معايير موضوعية واضحة لتقييم العمل تريح جميع الأطراف وتنحي الأذواق الشخصية جانبًا فليس من المنطقي ولا الصحي أن نكون نسخة مكررة من بعضنا البعض.
سيكون الأمر فعالا فقد إذا تم تحديد مهام وصلاحيات واضحة لكل فرد في الفريق، فلا يقوم أحد بالتدخل في صلاحيات الأخر
بذلك نحن لم نفعل شيئًا سوى أننا عدنا لطبيعة العمل الفردي حتى في وجود فرصة للعمل الجماعي. واضح أن طبيعة العمل الحر يجب أن تطغى في كل الأحيان.
لنقل إن المصمم رأى أنّ هناك جملة أفضل يمكن التعبير بها في جزئية ما، هل عليه أن يصمت ولا يقترحها على الكاتب لأن الكاتب يعرف عمله جيدًا، وليس لأحد أن يتدخل بمهام الآخر؟
كمهام أو صلاحيات لكل فرد، يختلف عن أن أقول تعاون مع أعضاء الفريق المختلفة، فالاثنين مطلوبين بمراحل مختلفة بالمشروع، يعني المشروع كمراحل يبدأ كل شخص بمهامه وعند نقطة معينة تتلاقى المهام، وبالطبع لو تعملين بمشروع ستكونين مدركة تماما لنقاط التلاقي مع التخصصات المختلفة، وكيفية التعاون للوصول لأفضل نتيجة، فعملكم متكامل والنجاح للجميع
نعم، سبق لي التعاون مع مستقلين آخرين خلال نفس المشروع في بعض الحالات. على سبيل المثال، كنت أعمل على كتابة مقالة عن تأثير الذكاء الاصطناعي على المجتمع، وكان لدي شريك مصمم جرافيك يقوم بإنشاء رسومات وصور توضيحية للمقالة. كان التواصل بيننا سهلاً وفعالًا، وكانت النتيجة رائعة.
أعتقد أن النظام التشاركي في العمل الحر يمكن أن يكون فعالًا جدًا إذا توفرت بعض الشروط، مثل:
وجود هدف واضح ومشترك بين المستقلين.
احترام المهارات والخبرات والآراء المختلفة للمستقلين.
التزام المستقلين بالمواعيد والجودة والاتفاقات المحددة.
استخدام أدوات ووسائل تسهل التواصل والتعاون بين المستقلين.
أظن أن العمل التشاركي يمكن أن يزيد من قيمة العمل الحر، ويفتح آفاقًا جديدة للابتكار والتطور. كما أنه يساهم في تخفيف شعور الوحدة والانعزال الذي قد يصيب بعض المستقلين.
أنا أيضًا أرى أنها فرصة جيدة للاستفادة من خبرات الآخرين؛ فالكاتب مثلًا هو جزء من منظومة المشروع المتكاملة، وأن يعرف بعض الأمور عن كيفية سير العمل في باقي أجزاء المنظومة سيكون أمرًا رائعًا وسينعكس على جودة العمل الذي يقدمه في الجزء الخاص به من المشروع.
إذا عَلم المصور مثلًا أن المصمم الذي سيتسلم المشروع منه ليكمل عليه يُفضّل أن تكون الصورة مأخوذة بزاوية معينة لتسهّل عليه مَهمته، فلمَ لا تكون التجربة تستحق؟
عملت كستقل بدون أجر لدي جمعية خيرية بهدف مراقبة وإعداد فريق عمل لتقديم عمل فني من متطوعين الدار ، وكان الأمر شاقاً ومرعباً حيث لم يكن لديهم أي خبرة حقيقية ويتحركون على أهوائهم كونهم متطوعين بحيث لا يلزموا أنفسهم بمهام أو وقت زمني للإنجاز وهو ما أدى لتغير الأشخاص بشكل مستمر والعمل مع مجاميع صغيرة بمهام صغيرة ولكن بنهاية الأمر نجحت في تقديم مشروع قوي تم عرضه في صالة سينمائية صغيرة و كان مبهراً رغم أن التخطيط لم يكن هو نفسه الذي برأسي وكان أقل مما تخيلته بكثير ومع ذلك أستمتعت بالتجربة التي كان ينقصها داعم مادي لتخرج بشكل مثالي
أهنئك على صنيعك! لكن هذا بالفعل سوء إدارة وسوء اختيار للمستقلين المسؤولين عن العمل من صاحب المشروع. أي مشروع يتم بدأه، أول شيء يجب التأكد من توافره هو إيمان المشاركين جميعهم بالعمل وحماسهم له، وإلا سيكون المشروع عشوائي إذا ظنّ صاحبه أن المشروع سيدير نفسه بنفسه.
أشكرك رغد على تهنئتك اللطيفة وأتفق أيضااً معك أن هناك خطأ إداري من صاحب المشروع الذي أعتقد أن إستعانته بشخص متطوع ذو خبرة (بشكل مجاني) وتوفير الموارد (المجانية فقط) لتنفيذ مشروع ليس بسيط وفق جدول زمني محدد سلفاً دون الإستعداد لبذل أي مال لتحسين العائد المتوقع كان بالتأكيد سبباً كبير في جعل العمل يخرج بشكل عشوائي ولولا إصراري على إتمامه وإستعانتي ببعض أصدقائي المحترفين والمتطوعين أيضاً وتدريبي لبعض العناصر بداخل الدار بما هو متاح لكان العمل فشل بشدة ، كان العمل مسرحي موجه للأطفال الذين تعلقوا به وبنا لذا لم يكن لنا مفر من إكماله بأي صورة
(تحياتي)
التعليقات