السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تخيل معي أنك صاحب مشروع، وقررت الاستعانة بأحد المستقلين المحترفين لإنجاز مشروعك بكفاءة وجودة.
وعندما تصفحت معدلات الأسعار التي يعرضها الباعة المستقلون أصحاب الخمس نجوم، وجدت أنها تتخطى الميزانية التي وفرتها لإنجاز هذا المشروع بفارق واضح.
كيف تتصرف في هذا الموقف، هل تتنازل عن الجودة وتلجأ للتعامل مع مستقل لا يحتوي معرض أعماله على نماذج ولا يملك تقييمات، أم تؤخر تنفيذ المشروع في سبيل توفير الميزانية الكافية للتعامل مع مستقل محترف؟
لن أقرّر في لحظتها. سأفضّل التواصل الشخصي مع عدد من هؤلاء المستقلّين. فبغض النظر عن الشخص الذي سأختاره أو أرغب في اختياره، سأعمل على استخراج 5 مستقلّين مثلًا، وأتواصل معهم بالاستفسار عن سبب ارتفاع السعر عن العرض المتاح. بالتأكيد سأخرج منهم بإجابات احترافيّة مفيدة. لأنني كصاحب مشروعات محترف، يجب أن أدرك أسلوب التسعير المناسب أيضًا. لأن هذا سيكون أحد أهم العوامل التي تؤثّر على عملي. لهذا سأتواصل معهم بالاستفسار عن أسلوب التسعير وسبب ارتفاع تكلفة هذه المهمّة عن توقّعاتي.
لأنني كصاحب مشروعات محترف
هذه جملة مهمة جدًا توضح الفرق بين أصحاب المشاريع، بناءً على مستوى صاحب المشروع نتوقع تصرفاته وسلوكياته سواء في اختيار المستقلين أو التسعير أو إدارة المشروع.
غير أن سؤالي كان يتعلق بقصور الميزانية لدى صاحب المشروع وليس ارتفاع السعر من قبل المستقلين.
البعض اقترح أن يوضح صاحب المشروع موقفه للمستقل من حيث ضعف الميزانية ويترك الخيار للمستقل، وقد قرأت في تعليقاتك عن قبولك لعدد لا بأس به من المشاريع التي نجح صاحب المشروع في إقناعك بالسعر الجديد لامتلاكه مهارة تفاوض عالية.
تخيلت ذلك حقا، بالرغم منه الى الأن لم يحدث معي ذلك على ارض الواقع، لانني دائما ما احرص ان اجمع الميزانية المطلوبة واحيانا تفوق ذلك، ثم التوجه الى المستقل للعمل، بما انني مستقلة فالأكيد انه تكون لدي فكرة عن بعض الميزانيات في بعض المشاريع.
ولكن لو حدث حقا، لن اتوجه للعمل مع المستقل بما ان هناك بدائل أخرى متاحة، اما سأطلب المساعدة من محيطي للعمل على المشروع، أو يمكن البحث عن متطوعين عبر النت بعد شرح ما ابحث عنه أو طلاب جامعيين في محيطي الذين يرغبون في الحصول على الخبرة العملية والعمل معي في المشروع. بالرغم من انني اعلم انها لن تكون بالاحترافية التي ابحث عنها.
أو يمكن البحث عن متطوعين عبر النت بعد شرح ما ابحث عنه أو طلاب جامعيين في محيطي الذين يرغبون في الحصول على الخبرة العملية والعمل معي في المشروع.
وهل ستضمنين جودة عملهم؟ كيف ستتحققين أصلا أن كانوا سيقدمون الجودة المطلوبة أم لا!
من المفترض أن يكون صاحب المشروع على قدر كبير من الإلمام بمتطلبات مشروعه وعلى أدق معرفة بمعايير جودته، لأنه إذا لم يمتلك هذه المعايير وهذه المهارات فسيجد صعوبة حتى في التعامل مع مستقلين محترفين.
اقتراحات جيدة عفيفة، تضربين عصفورين بحجر واحد، إنجاز المشروع وتدريب عدد من المبتدئين.
لكن ما دمتِ فكرتِ في اللجوء للمبتدئ الباحث عن الخبرة ألم يكن من الأولى التواصل مع مستقل بعدد نجمات أقل أو تقييم متراجع نوعًا ما أو حتى التعاون مع مستقل مستجد على منصات التوظيف؟
على حسب مايتطلبه المشروع
هناك مشاريع لايمكن تأجيلها .. فنبحث عن مسألة تخفيض الجودة
أو الطلب من المستقل المحترف .. تأجيل جزء من المدفوعات
أنتظر إجابات حضرتك لأنها تأتي من واقع وتجربة، وتطرق عدة خيارات قد لا ننتبه لها فعلًا، مثلًا عندما أتحدث أنا وزملائي عن ضرورة وضع الجودة في سلم الأولويات، تأتي التجربة بما يعاكس ذلك أحيانًا، إذ قد يلجأ صاحب المشروع لتخطي الجودة مقابل مكسب آخر، وهذا برأيي يفاضل بين صاحب المشروع المحترف وبين غيره، أن يدرك بالضبط متى يمكنه تخطي الجودة.
لكنني في الواقع لا أقف على الحالات التي يمكن لصاحب المشروع فيها تخطي الجودة ولو قليلًا، لو تفيدنا فضلًا؟
نعم أستاذة فاطمة
في عالم الأعمال .. تقدم بعض القرابين والتضحيات في سبيل البقاء ،، هناك شركات سيارات فاخرة مثلا
في سبيل توسيع قاعدة عملائها .. تنتج منتجات تستهدف فئة الدخل المتوسط بمنتجات متوسطة الجودة
مثلا أيضا هناك مطعم كنتاكي .. وهو مشهور بأنه يقدم وجبات فاخرة وغالية الثمن
ولكن قاموا بوضع فئة لمنتجات قيمة توفيرية
فالأعمال تتطلب مرونة .. ويجب ألا تخفض الجودة بشكل حاد فذلك له تأثير معاكس
وعليكم السلام،
بدايةً يمكن أن أراجع المشروع المقدّم بالتفصيل، والأفضل كصاحب مشروع أن يكون على دراية بهامش الأسعار للخدمة التي يطلبها.
ثانياً، يمكن أن أعمل على تجزئة المشروع إلى مهام نوعية وأخرى روتينية، وإسناد النوعية إلى مستقل محترف وترك الروتينية لمستقل جديد أو ذو خبرة وتقييم أقل.
ثالثاً، تحديد الجودة المطلوبة لمشروعي، فالجودة المرتفعة ليست دائماً الخيار الصحيح، لأنها تنظوي على تكاليف أكبر قد لا تكون مناسبة لشريحة المستهدفين. لذلك فإن الجودة الأعلى ليست الأفضل بل الجودة الأنسب هي الأفضل.
التعليقات