الموضوع لا يخاطب العميل المقتدر مادياً، ولا العميل الاستغلالي، بل العميل الذي يقدر الجهد والخبرة لكن ميزانيته محدودة.

رغم أنني كتبت هذا المقال لعملاء منصة خمسات خصيصاً، إلا أنه مناسب لمختلف أصحاب الأعمال والمشاريع الذين يوظفون المستقلين عبر منصات العمل الحر، لإنجاز المهام عن بعد لقاء رسوم تختلف من منصة لأخرى.

موضوع اليوم موجه لكل عميل لديه قدرة شرائية محدودة أو ميزانية محددة، تدفعه لاختيار خدمات معينة بناء على معايير مادية خاصة، حتى لو اضطر إلى التضحية بنسبة من الجودة المطلوبة مقابل الحصول على سعر مناسب. لكن ماذا لو أعطيتك عزيزي المشتري نصائح تعزز فرص حصولك على خدمات احترافية بأسعار مخفّضة تناسب ميزانيتك؟

 1) اترك أثراً جميلاً:

من الصعب الحصول على سعر مخفّض قبل أول تعامل مع المستقل المحترف، يقدم خدماته بأسعار أعلى من غيره؛ لأن التعامل الأول الناجح هو الطريق الأمثل لتحقيق غايتك المنشودة. فإذا ارتاح المستقل لطريقة تعاملك معه، ووجد من طرفك دعماً معنوياً (التقييم المُستحَق)، يمكن عندها أن توضح له الأسعار المناسبة لميزانيتك بقصد تجديد التعاون واستمراريته. مع ذلك، يمكن أحياناً طلب سعر خاص قبل التعامل الأول، طالما جعلت المستقل يشعر بالارتياح تجاهك. لكنني أنصح بعدم طلب خصومات إلا بعد أول عملية شراء، حتى تبني ثقة متبادلة بينك وبين مقدم الخدمة.

 2) بناء الثقة واتخاذ القرار:

إذا أعجبك مستقل معين، جرّب التعامل معه مرة، حتى تختبر جودة العمل من منظورك الشخصي، بحيث تقرر مدى رضاك عن الأداء وطريقة التواصل وغير ذلك. فربما يكون محترفاً للغاية، لكن تواصله دون المستوى، أو أعماله لا تعجبك (الناس أذواق). هذه الخطوة (تعامل أولي) ضرورية لبناء الثقة، واختبار الجودة من منظورك، لاتخاذ قرار بخصوص اعتماد المستقل للعمل المستمر من عدمه.

 3) كن نموذجاً يحتذى به لكل العملاء:

بعد طلب الخدمة لأول مرة، تواصل مع المستقل بلطف واحترام، وتابع معه أولاً بأول حتى يشعر بمدى تعاونك، واستلم الخدمة أو المشروع بأسرع وقت ممكن مع ترك تقييم إيجابي ما دمت أعجبت بحسن التواصل، ودقة المواعيد، وجودة العمل. لا تحرم المستقل من تقييم يثلج صدره، ويعزز جسور المودة والثقة بينك وبينه؛ مما يمهد الطريق لخطوتك التالية.

 4) قدّم وردة بيضاء، ثم اطلب ما تشاء:

ننسى كثيراً أن نبادر بهدية معنوية صغيرة قبل أن نطلب ما نريده من الآخرين. كعميل تنشد الحصول على خدمات عالية الجودة بسعر يناسب ميزانيتك، لا استغلالاً لجهود المستقلين، بل لأن ميزانيتك محدودة فعلاً؛ فإن تواصلك الجيد، وترك تقييم مشجع بعد أول تعامل، ثم عرض طلبك على المستقل بأسلوب لطيف، يعزز فرص حصولك على خصومات قد لا تتوقعها إطلاقا!

 خلال مسيرتي ظن بعض العملاء أن أسعاري ثابتة لا أحيد عنها، لكنهم تفاجؤوا بعد أول تعامل من المرونة الكبيرة بخصوصها. ولم يكن كل ذلك ليحدث، لولا نجاح التعامل الأول الذي جعلني أوافق فوراً على تقديم خصومات تناسب ميزانيتهم.

 5) دع لطفك اللامتناهي يسبق طلبك المباشر:

بعد إتمام التعامل الأول بسلاسة ونتائج مرضية، راسل المستقل لتخبره بالأسعار المناسبة لقدرتك الشرائية. كن صريحاً ومباشراً في طلبك، لكن بأسلوب ودود لا ينطوي على صيغة الأمر. فلا تقل مثلاً: «أريد صياغة 5000 كلمة مقابل 25 دولاراً»، بل قل شيئاً من قبيل: «ميزانيتي محددة أخي نبيل، وأودّ العمل معك بشكل مستمر لما وجدته عندك من إخلاص وجودة عالية. فهل بالإمكان كتابة 5000 كلمة مقابل 25 دولاراً، بدلاً من 2500 كلمة؟».

لا تتردد في طلب حجم العمل الذي يناسبك، طالما أنك تعرض ما تريده بلطف. إن قبل المستقل فكلا الطرفين رابح، وإن لم يقبل فسيعتذر منك بلطف. ولا أخفيك سراً أن كثيراً من المستقلين مستعدون لتقديم خصومات غير متوقعة لبعض العملاء الذين يحلم كل مستقل بالتعامل المستمر معهم بفضل أخلاقهم العالية، وسلاسة تعاملهم، وتشجيعهم المستمر (التقييم).

 أسلوب تعاملك يرسم معالم الطريق:

صحيح أن الأسعار تبدو ثابتة، لكن أسلوب تعاملك مع المستقل يحدد مدى تعاونه معك بخصوصها. فالمستقل الذي تعامله باحترام ولطف، وتقدر خبرته وجهده، وتدعمه بتقييمات إيجابية مستحقة؛ سيبذل أقصى طاقته لتلبية توقعاتك، ويمنحك خصومات خاصة. فكن قدوة لغيرك من المشترين، واترك أثراً إيجابياً لدى كل مستقل تتعامل معه، وعزز في الوقت نفسه فرص الحصول على جودة عمل مرتفعة بأسعار مخفضة تناسب ميزانيتك، ولا يحصل عليها غيرك من العملاء الآخرين.