تعاونتُ مع عدد كبير جدًّا من أصحاب المشاريع. ولأنني أعتني عادةً بأنماط هذه الفئة من المحترفين، فأنا أحافظ على الدوام على عادتي الأولى في التعامل مع العميل الجديد: تدوين ملاحظات مقتضبة عنه قبل وأثناء التنفيذ.

في هذا الصدد، تمكّنتُ من جمع العديد من المواصفات عن العملاء. بدأ الأمر بنقاط مختصرة للغاية. لا تتمثّل إلّا في التعاملات الجافة الخاصة بالمشروعات في العمل الحر. وذلك على صعيد مرونة العميل في المواعيد، ومرونته في التفاوض، ومستوى صبره.. إلخ.

لكن فيما بعد تخطّت المسألة مثل هذه النقاط البسيطة. ووصلت إلى تفاصيل أعمق عن العملاء. وكان من أبرز هذه التفاصيل أسلوب التعامل الخاص بالعميل. لأنه كان أمرًا محيّرًا بالنسبة إليّ. لكن بعد فترة اكتشفتُ أن العملاء ينقسمون في هذا الصدد إلى نموذجين على الأقل.

تصنيف العملاء تبعًا لقدرتهم على تحفيز المستقلّين:

مرّت عليّ العديد من الفترات التي لم أكن ملتزمًا خلالها كمستقل. وعلى الرغم من ذلك، فإن فئة بعينها من العملاء كان لها الدور الأكبر في تحويلي إلى مستقل محترف.

وقد دفعتني هذه الفئة إلى تصنيف العملاء إلى نموذجين: نموذج يستطيع تحفيز المستقل ويصنع منه محترفًا مهنيًّا، ونموذج لا يستطيع القيام بذلك. النموذج الثاني سيحصل على خدمات فائقة الجودة وستُنجَز كل مهامه. لكنه لن يحقّق استثمارًا في المستقلّين كما يفعل الأوّل.

لهذا السبب أرغب في أن نتبادل التجارب المهنيّة الخاصة بالنموذج الأوّل من العملاء. لأننا جميعًا مررنا بفترات هبوط في الأداء في العمل الحر. لكننا رزقنا وقتها بعملاء استطاعوا تشجيعنا بأسلوب مهنا فريد من نوعه. ولكل عميل أسلوبه الخاص في ذلك.

كيف يحفّز صاحب المشروع المستقلّين ويزيد إنتاجيّتهم؟ وما هي تجاربكم في هذا الصدد؟