عندما ننسحب من مشروع ما من مستقل، هناك أمران نفكِّر بهما دائما: كيف سيكون شكل معدّل إكمال المشاريع، وكيف سيقيِّمنا العميل؟

تعرّضتُ لحادثة مشابهة في الفترة الأخيرة، كان هناك مشروع متطلِّب، لا أستطيع إكماله في وقته، ولا يحقّق لي العمل عليه فائدة مادِّية قصيرة أو طويلة الأمد.

قررتُ الانسحاب من المشروع، لكن بنفس الوقت كيف سأضمن أن لا يتأثر تقييمي؟ بالنسبة لي متصالح مع معدَّل اكمال المشاريع وأرى أنّه لا يجذب الكثير من الاهتمام كما يفعل التقييم.

لحلّ هذه المشكلة، رأيتُ أنَّ الوضع يتطلَّب أن أفكر بطريقة مختلفة، أن أفكِّر بالعميل وهمومه، أن أنشئ سيناريو يفوز به جميع الأطراف.

وهذا ما تطلّعتُ لتحقيقه، في البداية لم آخذ أجر العمل الذي عملته في فترة بداية المشروع، وهذا ليس ضروريًا للجميع، في حالتي كان مناسبًا عندما أحسستُ جوَّ العميل ورغبته في أن يحصل على صفقة مناسبة من الناحية الاقتصادية.

يمكنك أن تتفاوض على سعر حسب تقدّمك في المشروع، بالنسبة لي، ما دمتُ انسحبتُ بنفسي، فأنا أتحمّل المسؤولية كلّها، بضمنها الأجور التي استحقّها.

الأمر الآخر هو أنّي عرفت أن العميل ليس بحاجة للأعذار، فلم أسرف بها، لم أقتل جدِّي ولم أدخل للمستشفى بسبب حالة زائدة دودية طارئة! اعتذرتُ له واقعيًا بشكل مقتضب عمّا منعني من الإكمال احترامًا له.

وبعدها أعطيته ما يُريد، شرحت له ٣ خطوات تمكّنه من إنجاز المشروع في مستقل وخمسات بطرق أرخص، شرحتُ له عن إمكانية تجزيء المشروع لمشروعين بشكل يضمن له الجودة وسرعة التنفيذ والسعر الأرخص.

كيف تنسحب من المشروع بهدوء ومن دون أضرار؟