أغلب تخصصات العمل عبر الإنترنت أصبح الطلب عليها متزايد بصورة كبيرة، خصوصاً في عصر التحول الرقمي الذي نعيشه اليوم. لكن مع ذلك أيضا أصبحت المنافسة أقوى بكثير من ذي قبل، فكيف تستطيع كسب ثقة العملاء وسط زحمة المنافسة؟! 

عندما يدخل أحد العملاء لمراسلتك بخصوص تنفيذ المشروع الخاص به، على الأغلب أنه قام بمراسلة من 5 إلى 10 أشخاص غيرك، وهذا الإستنتاج توصلت إليه بعدما قمت بالدخول إلى بعض مواقع العمل الحر وطلب تنفيذ بعض المشاريع الخاصة بي، ووقتها كنت حريص تماماً على مراسلة أكبر عدد من الخبراء حتى أضمن الحصول على أفضل نتيجة في تنفيذ المشروع، وطبعاً أحصل على السعر الأقل في نفس الوقت. 

لذلك سأناقش معك اليوم فكرة مفيدة جداً تساعدك على كسب ثقة العملاء لطلب خدماتك على الرغم من وجود الكثيرون معك في دائرة المنافسة على تنفيذ المشروع. 

قم ببناء علاقة مع العميل، ولا تلعب دور ممثل خدمة العملاء! 

عندما أقوم بالبحث عن خبير لتنفيذ مشروع خاص بي، أقوم بمراسلة الكثيرين، ثم ابدأ في فلترة وتصفية العدد بناء على الرد الأول الذي أحصل عليه! 

نعم يا صديقي، الرد الأول هو الذي بناء عليه أقرر الاستمرار في مراسلة المستقل أم استبعده تماماً وأركز مع غيره.

إذا لابد أن نركز جيداً على الرد الأول أو الرسالة الأولى التي تقوم بإرسالها إلى عميلك، فعندما يقوم العميل بإرسال رسالة لك يخبرك فيها بأنه يرغب في تطوير للهاتف ويرغب في معرفة التكلفة المتوقعة ووقت التنفيذ، في هذه الحالة هل ترد عليك بالوقت والتكلفة مباشرة؟!! 

أغلب الردود التي كنت استبعد أصحابها من طلب الخدمة هي كالتالي: 

  • تفاصيل المشروع غير واضحة والتكلفة ستكون مرتفعة 
  • هذا المشروع أقل شيء يحتاج 1000 دولار لتنفيذه
  • أطلب الخدمة الآن استطيع تنفيذها فوراً.

لاحظت الردود السابقة التي لا تقدّم أي فائدة حقيقية لصاحب المشروع،ولا تساعده على الاستمرار في التواصل مع المستقل ووضعه ضمن العدد المرجح للتعامل معه لتنفيذ المشروع! 

لا يجب أبداً أن ترسل للعميل رسالة تخبره بأن تكلفة المشروع على الأقل ستكون كذا..! فهذا يعطي انطباع قوي للعميل بأنك تركز فقط على المال، وربما لا تكمل المشروع بأفضل صورة إذا شعرت أن ميزانية المشروع قليلة! 

لا تجعل المال الهدف الأكبر أمامك عند استلام مشاريع العملاء، فقط المال هو النتيجة التي تحصل عليها مقابل الجهد والوقت الذي تعطيه لنفسك للعمل على المشاريع وتقديم فائدة حقيقية لعملائك بمختلف أنواعهم. 

إذا، السر يكمن في الرسالة الأولى، أبدأ الحديث مع عميلك عن تفاصيل المشروع نفسه، و أجعل اسئلتك وثيقة الصلة بالعمل ذاته، مثل أن تسأله عن عدد الصفحات المتوقعة؟ عدد الزيارات المتوقعة لتحديد افضل سيرفر للموقع أو التطبيق؟ ما هي الألوان التي تفضلها؟ هل اللوجو جاهز أم سنقوم بإنشاءه؟!.... 

وهكذا مثل تلك الأسئلة تساعدك على كسب ثقة العميل وجعل يثق بك لفتح باب تعاون مشترك.

ما هو آخر مرّة ركزت فيها على المال فقط عند التحدث مع عميلك ولم تحصل على فرصة للعمل معه؟!