كيف تُبقي أفكارك المبتكرة بعيداً عن غياهب النسيان؟


التعليقات

جرب أن تدوّن أي سؤال أو فكرة تطرأ على ذهنك ضمن مفكرتك الورقية أو الإلكترونية. ولا تكترث للأخطاء اللغوية، أو تسلسل الأفكار والمعلومات، بل اكتب بحرية وأريحية تامة.

اؤمن بذلك تمامًا، أحيانًا تلمع في ذهني فكرة ما ثم يمر عليها وقت، بعد ذلك أحاول أن أستعيد الفكرة ولكن للاسف لم تعد موجودة في ذاكرتي.

تدفق الأفكار له أوقات معينة، فمثلا قد تأتي فكرة ملهمة ونحن نمارس الرياضة، ربما أثناء جلوسنا في الحافلة، ربما أيضًا قبل النوم أو حتى في منتصف الليل والأدهى من ذلك أن هنالك من تأتيه الفكرة وهو في الحمام، وهذا ما حدث عالم الرياضيات أرخميدس" عندما خرج من الحمام وركض في الشارع وهو عاريًا ويُردد "يوركا" "يوركا" أي وجدتها وجدتها عندما اكتشف قانون الطفو.

بعد كل هذه الأمور أؤيد ما قلته بأن نستعين بمفكرتك الورقية أو حتى الإلكترونية عندما تطرأ فكرة في ذهننا كي لا يتم نسيانها

هل لديكم أسلوب خاص للاحتفاظ بأفكاركم الجديدة والمبتكرة؟

احيانها أكتبها على دفتر نوتة موجودة أمامي على المكتب ولكن عندما أكون خارج المنزل للأسف تضيع الفكرة لهذا أفكر في كتابة الفكرة على مذكرة الهاتف.

بالفعل يا هدى، تأتي الأفكار في أكثر الأماكن غرابة أحياناً. لهذا من المهم أن نكون مستعدين لتدوين أفكارنا الفجائية المبتكرة - كما تبدو لنا - فور ظهورها، حتى لا تنسل من بين أيدينا.

أشجعك على تسجيل الأفكار بشكل نصي على الهاتف المحمول، أو يمكنك أن تتبعي نهج بعض الكتّاب ممن يدونون أفكارهم، في حال كانت الأجواء مناسب، عبر تسجيلها صوتياً على هواتفهم ، لأن ذلك يختصر الكثير من الوقت والجهد.

طريقة مفيدة بلا شك، وأنا أتبعها بالفعل نظراً لأنني أكون في أمس الحاجة لها في معظم الأوقات تقريباً، لأن بعض الأفكار تتدفق في عقلي بخصوص الكتابة وأشياء أخرى، فأحياناً تأتيني فكرة في الثالثة فجراً على هيئة حلم فأستيقظ أدونها وأعاود النوم، وكذلك أحتفظ دائماً بملف في هاتفي مخصص للأفكار التي تأتيني، مثل كورس معين أو تسجيل في دورة معينة أو قراءة كتاب ما أو تغيير في مشهد ما في الرواية التي أعمل عليها أو شئ ما نسيت فعله اليوم وهكذا.

وهذا لأن العقل كما تفضلت يا أستاذ نبراس لا يعوَّل عليه فمهمته انتاج الأفكار وليس الإحتفاظ بها، فالإنسان في المتوسط تجيئة حوالِ ستة آلاف فكرة يومياً فكيف سيحتفظ العقل بذلك الكم الهائل من الأفكار وكيف سيفرِّق بين الأفكار حسب أهميتها، إن المهمة صعبة جداً.

لذا أرى ان طريقة كتابة الأفكار هامة، وقد تعلمتها من مقال للدكتور أحمد خالد توفيق بعنوان "القصاصة لا تزال في جيبي".

جميلة هي الأفكار التي ترد إلى الذهن في ساعات المساء المتأخر، أو ساعات الصباح المبكر.

أعجبني عنوان مقال الدكتور أحمد خالد توفيق. ولا شك أن كتابة الأفكار طريقة هامة كما تفضلت، وذلك لضمان عدم ضياعها. فاستمر على هذا النهج المثمر يا عبد الرحمن.

أصبت يا نبراس كل الإصابة فطريقة النوتة التي لا تفارقني و القلم في جيبي فكرة رائعة حقاً أطبقها منذ كنت أدرس في الجامعة. فكثير من لوامع الأفكار و شوارد الخواطر تتوارد إلى ذهني كشواهب النجوم فتبرق في عقلي فأسرع إلى مدونتي أقيًدها قبل أن تختفي كما تختفي الشهب الخاطفة التي تراها في السماء. ولكن، أحيانا تلمع فيلا ذهني فكرة لا اكاد أمسك بالقلم حتى أدرك أني لم أعيها جيداً فلا أتمكن حينها من تقييدها! وماذا أقيًد حينها؟! قد يكون ذلك ضعف ذاكرة. ولكن الأمر يكون محرج لي حينما أكون وسط جلسة عائلية أو في مكان ما مع أناس لا أعرفهم عن قرب فتخطر ببالي الخواطر ، فأتحرج من إخراج القلم و النوتة و تقييدها! أحس ساعتها لو فعلت أن يقال علي ما لا أحبه وقد أبدو غريباً في نظرهم. ألا تشاطرني الرأي يا نبراس؟ ألا تمر بك مثل هذه المواقف فتحزن وتغضب في نفسك لفوات تلك الخواطر عليك وهي قد لا تواتيك مرة أخرى؟

إضافة جميلة منك يا خالد.

لا شك أنه من المحزن والمثير للغضب أن لا نستطيع تدوين بعض أفكارنا الإبداعية وسط انشغالاتنا اليومية أياً كانت.

بالنسبة لي، فإن أكثر الأوقات التي تلمع فيها الأفكار في عقلي، هي حيث أكون وحيداً بينما أسير خارج المنزل في ساعات الليل المتأخر (من هواياتي المفضلة). وقتها، أشعر بأن السماء تفتح أبوابها لتغدق على ذهني سيلاً من الأفكار الجميلة أغلب الأوقات.

يقال بأن منشأ الأفكار ذاتي، لكننا نشعر أحياناً كأنما تردنا الأفكار من فضاء الكون الواسع، كما لو كان العالم من حولنا محيطاً غير محدود، نغرف منه فكرة من هنا وفكرة من هناك.

أما الأهم في هذه المعادلة، فهو أن نجد وسيلة ناجعة لتدوين أفكارنا الألمعية أينما كنا، قبل أن تحزم حقائبها وترحل عنا دون عودة في بعض المناسبات.

لقد تطرقت إلى مسألة مهمة جدًا، وعدم الانتباه لها من شأنه أن يُهدر إبداعات كثيرة، كانت الأفكار ماكرة جدًا ولا تأتيني إلا في الحمام أو عندما يصيبني النعاس الشديد، فأقول أنني لن أنسى، ولكن فيما بعد مهما حاولت أن أدغدغ الذاكرة وأداعبها ومهما صنعت لها أكوابًا من النسكافيه أو أحضرتُ لها ألواحًا من الشوكولاه، فهي لن تعطيني الأفكار التي تكاسلت عن كتابتها حين منحني إياها العقل كهدية، وهذا ما يجعلني دومًا أطرح سؤال فرويد الشهير:

" الفكرة عندما ننساها، أين تذهب؟"

كثيرة هي الأفكار التي تضيع في غياهب النسيان لأننا لم نسارع إلى تدوينها، كأنما هي منحة مؤقتة، أو هدية لها تاريخ انتهاء. لكن أين تذهب الفكرة عندما ننساها؟ هذا سؤال مثير للاهتمام بكل تأكيد.

وعلى الفور، خصصت مستند وورد للاحتفاظ بأي شيء مفيد يخطر على بالي، لأكتشف بعد فترة وجيزة أن تلك الخطوة البسيطة ساعدت في عدم ضياع الأفكار الرائعة في غياهب النسيان، بل وزادت من قدرتي على توليد أفكار جديدة مبتكرة.

انها خطوة قريبة الشبه من الاجراء الذي اتخذه، وهو أنني أفضل تسجيل أفكاري بالورقة والقلم في اجندات مخصصة لذلك وما إن تنتهي اجندة حتى احضرها واقرأ ما فيها فاجد بعض الافكار لم تعد مجدية وبعضها نفذتها بالفعل واستفدت منها وبعضها يستحق ان ينتقل معي لأجندة اخرى.

لا شيء أجمل من الكتاب الورقي، وعلى نفس السياق لا شيء أجمل من الورقة والقلم.

كنت أكتب الأفكار على دفتر خاص سابقاً، لكنني صرت أكتبها على مستند وورد مربوط بحسابي على جوجل؛ حتى أبقيها بعيدة عن التلف المادي الذي يطال الورق بفعل تقادم السنين أو عوامل أخرى. لكن لا شك أن الكتابة بخط اليد تعطي إحساساً فريداً.

لكن لا شك أن الكتابة بخط اليد تعطي إحساساً فريداً.

صدقت يا نبراس، وخاصة أنني ولله الحمد خطي حلو ومحفور ، فأحب الخط العربي جدا، وكنت أود لو اتسع الوقت لأتعلمه باحتراف، ولكن حتى الان لم تسنح فرصة.

عندما تفكر بالورقة والقلم وترى كلماتك تتجسد أمام عينيك حرف بحرف وتحمل من داخلك المعنى ، فستفيض في شرح الفكرة واسبابها وما قد تتطور اليه، وربما يتشعب منها أسهم أو هوامش او ملحوظات، فتنظر في الاخير وكأنك رسمت صورة لجزء من عقلك ، كل هذا لا يمنحه لك الكمبيوتر أو أدوات الكتابة التكنولوجية ، وفي ظل اختراع مثل تلك التطبيقات التي تمليها الكلام وهي تكتبه أخشى أن تنسى الأجيال القادمة الكتابة كما نسوا جدول الضرب.

لكن لا شك طبعا ان الناس أذواق وأن الكتابة التكنولوجية لها مزاياها وجمالها أيضا، وأهمها اختصار الوقت والامان بعيدا عن يد العابثين.

أعتقد أن من يمتلك خطاً مميزاً يشعر بمتعة لا توصف عندما يكتب أي شيء على الورق.

للكتابة التكنولوجية مزايا عديدة، لكن ستبقى الكتابة اليدوية ذات طابع خاص، كما هو الحال مع الكتاب الورقي الذي نشعر ونحن نمسكه بإحساس فريد يختلف كلياً عما نحس به حين نقرأ من كتاب إلكتروني.

إذا كنت تملكين مصادر لتعلم كتابة الخط العربي، فأشجعك على البدء بتخصيص 5 دقائق كل يوم فقط كما أفعل مع بعض الأشياء التي أريد جعلها جزءاً من طقوسي اليومية في ظل ضيق الوقت.


العمل الحر

مجتمع لمناقشة وتبادل الخبرات حول العمل الحر. ناقش استراتيجيات النجاح، التسويق الذاتي، وإدارة المشاريع. شارك قصصك، نصائحك، وأسئلتك، وتواصل مع محترفين في مختلف المجالات.

107 ألف متابع