بدأتُ حياتي المهنية مع العمل الحر منذ أكثر من 3 سنوات. وعلى الرغم من أنني راضٍ تمام الرضا عمّا أحقّقه حتى الآن، فإن العديد من التوقّعات والمخاوف غير المرغوبة تداعب رأس كلٍّ منّا من حين إلى آخر.

لهذا السبب قرّرتُ أن أستعرض أبرز المخاوف التي تواجه كلًّا منّا في مجال العمل الحر على المدى الطويل. وتلك الأسباب من خلالها يمكننا الاستقرار على حلول مهنية وتقنية مناسبة تساعدنا على دعم مسيرتنا المهنية في العمل الحر، وتوسيع احترافيتها وأمانها المهني إلى أقصى درجة ممكنة.

1- مسؤولية المهام المتعددة

يخشى العديد من العاملين في مجال العمل الحر تعددية المهام. لكن ما عاصرته خلال مسيرتي المهنية حتى الآن لم يكن قاصرًا على ذلك. فعلى الرغم من أنني ظننتُ أن تعددية المهام تقتصر على المشروعات التي نحصل عليها، فقد لاح أمامي ما هو زائد عن ذلك.

اكتشفتُ أن رحلتنا في العمل الحر تحتاج إلى التسويق الذاتي بقدر حاجتها إلى إتقان مهاراتنا التقنية. وبالتالي فإن التسويق الذاتي، وعمل الشخص كمسوّق وطاقم عمل في الوقت نفسه، قد يؤدي بنا إلى العديد من التوتّرات، والتي قد تجعلنا نصرف النظر عن المجال برمّته.

2- الاستقرار المالي والخوف من عدم تحقيقه

إنه أكبر أشبح العمل الحر. الاستقرار المالي هو حجر الأساس الذي بسببه يتخلّى العديد منّا عن أحلامهم في مجال العمل الحر. وقد تعرّضتُ لهذه التجربة للأسف في بداياتي. وقد هجرتُ المجال في البداية بسبب خشية تحقيق هذا الاستقرار، وقلقي المستمر حيال عدم قدرتي على الاستمرار فيما بعد.

3- الخوف من الفراغ المهني

إنها نقطة متعلّقة بالعنصر السابق. العديد من المبتدئين في العمل الحر لا يضعون آلية واضحة لمستقبل عملهم. وقد عانيتُ بشدة من هذا الأمر بسبب عدم قدرتي على تحديد موقفي من خوف الفراغ المهني. لم أدرك لوقت طويل كيفية الحفاظ على معدل المشروعات التي أحصل عليها، وبالتالي لم أضمن أبدًا استمراري بالوتيرة نفسها.

4- الرغبة في تجنّب المنافسة الشرسة

لدينا جميعًا رغبة في الابتعاد عن المنافسة، ممّا يعني أننا نريد دائمًا أن ننفرد بالصدارة. وعندما بدأتُ رحلتي في العمل الحر، لم أدرك أبدًا أنني لدي القدرة على أن أخوض هذه المنافسة بنتائج مناسبة.

وعليه، فقد تمثّل الخوف من هذه المنافسة في البداية كعائق أساسي أمامي كي أبدأ عملي الحر. لقد كانت العروض المتناثرة أمامي وكمية المحترفين على المنصات تمثّل لي إحباطًا كبيرًا، وهو الأمر الذي كاد يودي بتجربتي في العمل الحر كاملةً.

5- الخوف من الفشل المهني على الأمد الطويل

ما أعنيه بهذه النقطة ليس معدلات الحصول على مشاريع أو ما شابه، وإنما أعني خوفنا المستمر من عدم التطور. لقد واجهتُ صعوبات شديدة حتى أقتنع بأنني أستطيع تشكيل مسار مهني طويل الأمد في مجال العمل الحر.

العديد من الأشخاص يتعاملون مع المجال كأنه حل مؤقّت، وهذا المفهوم هو الأقدر على إنهاء مسيرتنا واحتمالات تطورنا في العمل الحر عمومًا.

6- شبح تأمين التقاعد

أحد أكبر المخاوف التي واجهتني أيضًا كان شبح التقاعد. كيف يمكن للعاملين في مجال العمل الحر أن يؤمّنوا لأنفسهم تقاعدًا مريحًا؟ لقد ظننتُ في بداية الطريق أن التقاعد المريح لذوي الوظائف فقط، وأن العمل على تأمين تقاعد يجب أن يكون محفوفًا بمسمّى وظيفي معيّن. لكن الأمر يعتمد على خطتنا نحنُ في نهاية المطاف.

عانيتُ خلال فترة عملي الحر من كل بندٍ على حدة. لكن مع زيادة الخبرة والاحتكاك المستمر بسوق العمل وطبيعته، يكتشف كلٌّ منّا آلياته الخاصة في التعامل مع مثل هذه المخاوف، تقنيًا ومعنويًا.

بالنسبة إلى كلٍّ منكم، ما هي أصلح الحلول التي تجدونها مناسبة لهذه المخاوف؟