معدل التضخم، ذلك الشبح والذي يطاردنا من فترة لأخرى مع اختلاف البقاع والدول التي نتواجد بها، إن مشكلة ارتفاع الأسعار هي مشكلة هامة وقضية ملحة حيث نشاهد يومياً الأخبار الاقتصادية علي التلفاز والتي توضح لنا أسعار المنتجات من ارتفاع وانخفاض وردود الأفعال حول ذلك.

نعاني في مصر في الفترة الأخيرة بالتحديد من مشكلة ارتفاع الأسعار المستمرة وغير المستقرة، فبعد انخفاض قيمة الجنية المصري مقابل الدولار نتيجة للتعويم أدى ذلك إلى مشكلة انخفاض القوة الشرائية لدى العديد من المواطنين والتي يصاحبها على الجانب الأخر مشكلة ارتفاع الأسعار.

ولكن كيف يمكننا أن نجتاز تلك المرحلة ؟ فكما نعلم جميعاً أن احتياجات الإنسان كثيرة من السلع والخدمات الضرورية، حيث تحتل السلع الغذائية المرتبة الأولى في قائمة الأولويات لذا هل يمكن أن تتغير عاداتنا الشرائية نتيجة لارتفاع الأسعار؟ الإجابة هي نعم فنحن نحاول أن نقلل من احتياجتنا للسلع والخدمات الكمالية ولكن ماذا عن السلع والخدمات الضرورية ؟

إذا افترضنا وجود أحد المواطنين بدولة مصر والذي كان معتاداً على شراء مجموعة من السلع من العلامة التجارية س، وذلك لأنها تتمتع بجودة فائقة ومجموعة من المزايا الأخرى التي كانت تتناسب مع تفضيلاته الشرائية كمستهلك، وكان الفرد يشتري عدد ثلاث وحدات من السلعة الضرورية ذات الجودة المرتفعة وفي المقابل يوجد السلعة ص ذات الجودة المنخفضة والتي كان من الممكن أن يحصل على عدد 5 وحدات بنفس تكلفة الـ 3 وحدات من السلعة س.

ولقد تعرض هذا المواطن لمشكلة ارتفاع الأسعار في الفترة الأخيرة حيث انخفضت قدرته الشرائية وزادت أسعار السلع، ويمتلك الأن القدرة على شراء عدد وحدة واحدة فقط من السلعة الضرورية س ذات الجودة المرتفعة أو عدد ثلاث وحدات من السلعة ص والتي لا يفضلها ولا تناسبه جودتها.

لذا ماذا نتوقع هل يختار هذا الفرد الجودة أم الكمية؟ وماذا تفضل أنت، هل تتخلى عن الجودة مقابل الكمية ؟