من أبرز الملاحظات الحالية على السوق الأمريكية في الوقت الراهن التراجع أو الهبوط بشكل عام، فقد لوحظ فى نوفمبر الحالي عمليات بيع قوية شهدتها الأسهم وإتساع نطاق التراجعات بشكل ملحوظ.

ومن الملاحظ أيضاً تراجع المؤشرات الرئيسية بضع نقاط مئوية فقط، وسجل أكثر من ألف سهم أدنى مستوياته في 52 أسبوعاً على أساس يومي. في حين احتفظت أسهم مثل أبل ومايكروسوفت بمسار الإرتفاع إلى جانب إرتفاع عدد قليل من الأسهم الأخرى .

وأرى أن هناك مشكلة كبيرة عندما تتركز عائدات السوق في عدد قليل من الأسهم في الوقت الذي يتعين علي المستثمرين أن يمتلكوا تلك الأسهم، أو المخاطرة بالتعرض لتراجعات السوق، مما يخلق طلباً مستمراً على تلك الأسهم التي تقود السوق لأعلى، بغضِّ النظر عن أسعارها. 

ولقد شهدنا في الماضي ذلك النوع من التراجعات الذي يضرب نطاقاً واسعاً من الأسهم، وعادة ما ينذر بتصحيحات كبيرة أو أسواق هابطة.

مثال على ذلك، يتمثل في قائمة الـ 50 سهماً التي كانت تسمى (Nifty 50) في حقبة الستينيات. كذلك شهدنا تراجعات على نطاق واسع في فقاعة "الدوت كوم" امتدت حتى مارس من العام 2000، وشملت جميع الأسهم بسبب الفقاعة باستثناء سهم "سيسكو سيستمز" الذي ارتفع على خلفية إعلان نتائج أعمال الشركة.

تتمتع الأسهم الكبيرة بقدرة على امتصاص تلك الصدمات بسبب التكلفة، إذ يمتلك أغلب المستثمرين تلك الأسهم بأسعار أرخص بكثير من مستوياتها الحالية.

وقد كان من اللافت للنظر الشهر الماضي تمسك العديد من المستثمرين بقناعاتهم، وقاموا بالشراء أثناء الانخفاض، لأنَّ تلك الاستراتيجية تنجح في كل مرة في التاريخ الحديث. 

لذلك أرى أنه في مثل هذه الحالة من الهبوط لابد من نشر استراتيجية التفاؤل فقد صادفت الكثير من المستثمرين الذين يصفون أنفسهم بالتفاؤل. وبالتأكيد قد ينجح التفاؤل في معظم الأوقات. ولكن هناك فترات طويلة قد لا يعمل فيها. إذ ينسى أغلب الناس مدى الخسائر التي تسبَّبت فيها أزمة انهيار الإنترنت في ذلك الوقت، فقد مرت 3 سنوات كاملة قبل أن تعود الأسهم للارتفاع. 

لذا فالسوق الأمريكية على المحك فإما الهبوط لفترة كبيرة أو القيام بإجراءات تصحيحية خصوصاً فى الأسهم الكبيرة فمثلاً إذا ارتفع السهم بنسبة 1000%، وخسر المستثمر 500%، ستبقى الأرباح لديه بنسبة 500% ، لكن هناك جانب أخر أشرت إليه في الأسهم الكبيرة إلا وهو خطورة تركز عائدات السوق في عدد قليل من الأسهم .

والآن هل ترى أن السوق الأمريكية ستقودها الحركات التصحيحية بفضل الأسهم الكبيرة إلى الصعود مجدداً أم المخاطر الجانبية التى يحملها تركز عائدات السوق في هذه الأسهم فقط سيقوض عملية الصعود لفترة كبيرة ؟

وما هو تأثير استراتيجية التفاؤل ونقيضها نظرية التشاؤم على هبوط السوق ؟