لمن لا يعرفها، تمثّل شركة Airlift إحدى أكثر الشركات لفتًا للنظر في الآونة الأخيرة. ازدهر عمل الشركة في مجال بعينه يمتلك الكثير من التعقيدات، وهو مجال التوصيل السريع لمنتجات البقالة.
وعلى الرغم من الازدهار الكبير الذي عاشته الشركة في بداياتها، فقد فاجأني سبب في غاية الغرابة أدّى إلى انهيار هذه المؤسسة، ويتمثّل هذا السبب في "التمويل". كان أسلوب التمويل المتبع على الرغم من ضخامته هو القنبلة التي دمّرت المشروع.
لماذا قد يكون التمويل سببًا في انهيار مشروعنا؟
كانت شركة Airlift مشروعًا ناشئًا واعدًا للغاية في دولة باكستان. وعملًا بمبدأ التوسّع الاستثماري، بدأت الشركة بعد 3 أعوام من إطلاقها في جمع تمويلات بحملة تمويل ضخمة للغاية.
وصل الأمر في عام 2021 إلى أن Airlift جمعت أكثر من 85 مليون دولار، وذلك في سياق أكبر حملة تمويلية شهدها السوق الباكستاني على الإطلاق.
بعد هذه الخطوة، قفزت قيمة الشركة 275 مليون دولار، لتصبح الشركة الأكثر تمويلا في باكستان. أطلقت نشاطها في 8 مدن، وتوسّعت في 3 مدن إضافية في دولة جنوب إفريقيا.
على الرغم من حجم التمويل العملاق، فإن الشركة فور أن تعرّضت إلى أولى المطبّات الاقتصادية بهذا الكم من التمويل، تعرّضت إلى ما يعرف بـالفوضى الإدارية، وهو ما سبّب ارتباكًا عارمًا هزّ جنبات إدارة الشركة.
يرى الخبراء أن حجم التمويل الذي حصلت عليه الشركة، والقيمة الاقتصادية التي وصلت إليها في السوق لم يكونا مناسبين للكفاءة الفعلية للإدارة، حيث كان التوسّع السريع أكثر من اللازم سببًا في انفجار الشركة كالفقّاعة، لأن كفاءتها الإدارية لم تكن على قدر مسؤولية الحجم الذي وصلت إليه.
ما رأيكم؟ هل ترون أن التمويل قد تكون له آثار عكسية أحيانًا؟ وهل من الممكن أن يتعرّض أي مشروع ناشئ للخسارة فور أن يموّل بإمداد أكثر من اللازم؟
التعليقات