كثيرون من يصرحون بأنهم بانتظار بلوغهم سن التقاعد حتى يستريحوا من أعباء العمل، وبالتأكيد يمكنهم الاسترخاء، لكن كثيرون أيضًا من يعتقدون أن العمل بعد التقاعد يعزز اللياقة العقلية والبدنية والاجتماعية والمالية أيضًا.

ومن أغرب المؤشرات التي أطلعت عليها مؤخرًا وفقًا لـ Rate.com : "تشير بيانات جمعية الاكتواريين (SOA) إلى أن ما يقرب من 29٪ من الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و 72 عامًا إما موظفين أو يبحثون عن عمل.

وهذه النسبة ليست بسيطة بكل تأكيد، وهي تعني أن لديهم من الأسباب ما دفعهم للبحث عن عمل في هذه السن التي يجلس أغلب أبائنا فيها على الأريكة يشاهدون المسلسلات أو يلعبون الشطرنج.

وفي رأيي أنه مهما كان الوضع، فإن العمل بعد التقاعد يمكن أن يكون مجزيًا مالياً وشخصياً. أو على الأقل يمكن القول أن هناك بعض الأمور يجب ان نفكر فيها جيدًا من أجل التخطيط الجيد لهذه المرحلة: 

أولا: الإستقرار المالي

فإذا كنا مثل بعض المتقاعدين، الذين نجحوا في إدخار ما يكفي لتغطية أساسيات حياتهم، مع تأمين جوانب أخرى مثل التضخم والرعاية طويلة الأجل، وارتفاع التكاليف الطبية. يمكننا حينها أن نخصص وقتنا للاسترخاء والتأمل.

ثانيا: النشاط الاجتماعي والفوائد الصحية

قد توفر ممارسة الرياضة والقراءة وألغاز الكلمات المتقاطعة حافزًا للمساعدة في الحفاظ على لياقتنا البدنية والعقلية، ولكن العمل أيضًا طريقة ممتازة للبقاء ملمًا بالأحداث ومحتفظين بصداقاتنا ومجاملين لهم، مما قد يعني صحة عامة أفضل ومشاكل نفسية وصحية أقل. ويمكن أن يمنحنا العمل بدوام جزئي شعورًا بأننا جزء من شيء ما دون أن تكون مقيدين بمهنة وساعات طويلة.

ثالثا: اكتشاف جوانب من شخصيتنا لم تكن نعرف بوجودها لدينا: وهذا في حالة أننا اخترتنا أن نعمل بعد التقاعد في مهنة جديدة بالكامل، بعيدة كل البعد عن مجال عملنا القديم.

وفي كل الأحوال ينصح الخبراء من يخطط للعمل بعد التقاعد، أن يبدأ في البحث عن وظيفة قبلها بفترة كافية أو أن يسجل في دورة أو دورتين لتعلم مهارات جديدة. 

والان: في أي إتجاه تخططون للحياة بعد التقاعد؟ الاسترخاء والهدوء أم استكمال رحلة العمل ولماذا؟