في ظل زحمة الإعلانات، وتكدس المنتجات، وتعدد وسائل وأساليب الترويج، لابد أننا حصلنا في يومٍ ما على ملصق أو بروشور إعلاني ما، أو حتى وصلنا منشور على مواقع التواصل الاجتماعي يتحدث عن مزايا منتج صحي ما، فهذا للعناية بالبشرة، وذاك لمنع تساقط الشعر والمحافظة على لمعانة، وآخر لمحاربة السمنة وتقليل الوزن، وعن تلك الإعلانات حدث ولا حرج.

ربما إعلان يكلف الكثير فكرة وتصميمًا وتنفيذًا، وحتى طباعة إن لزم الأمر، ينتهي به المطاف إلى سلة المهملات بلا رجعة، لا ولم تعد تذكره، بل ربما لم تقرأ منه سوى السطر الأول ولم تكمل..!!

والسبب في رأيي أن المسوق يمعن في ذكر مزايا المنتج وربما يبالغ من أول حرف وحتى النقطة الأخيرة، وهو بذلك يتوقع أن يلقى الرواج المطلوب، والصدى الذي يدفع أغلب من يقع في أيديهم هذا الإعلان على شرائه أو التفكير به على أقل تقدير، وهنا قد فاته الكثير، نسى المسوق أن الناس سئموا المميزات المبالغ فيها، فقدوا الثقة في الكثير من المسوقين والإعلانات، تجاربهم السابقة أوحت لهم بذلك، بل تولد لديهم أن فكرة بعض الإعلانات قائمة بالأساس على زيادة التكلفة على الزبون أو الشريحة المستهدفة دون تقديم أي فائدة تذكر للمواطن.

فكيف نعيد الثقة؟ وكيف نصاحب الزبون أيًا كان؟ كمسوقين ربما منتجنا يعدُ من أفضل المنتجات الصحية مميزات ونتائج، ولكن قد لا يُقبل الناس على قراءة إعلاننا أو ملصقنا، الناس تبحث عمن يفيدها بالأساس، ويقدم لها النصيحة، عن المعلومة المستسقاة من أصل طبي مثبت، عن المحتوى الجيد، وفي التسويق بالمحتوى يتعلم المسوقون أن ألف باء التسويق بالمحتوى هو أن المحتوى هو الملك، فلماذا قبل أن نذكر مزايا منتجنا لا نمهد له بنصائح طبية سليمة، فليكن منتجنا يحافظ على البشرة ونضارتها، فلماذا لا نذكر أهم أنواع البشرة مثلًا بإيجاز، بعض النصائح التي يجب تجنبها في الحر الشديد أو البرد القارس، بعض الفاكهة والخضروات التي تساعد البشرة وتحافظ على جمالها وتألقها..الخ، أننا بذلك نجعل من يقرأ إعلاننا ينجذب ويثق بنا وبالمعلومة التي تقدم وحتى بالمنتج الذي تروج له، لاسيما وقد أرفقناه بتجارب زبائن آخرين قد استخدموه واستفادوا منه دون المبالغة الشطط والجمل المخادعة، وأن نختم ذلك الإعلان بفائدة طبية أو صحية تتعلق بالموضع الذي تروج له وما أكثرها.

والآن عزيزي القارئ هل حدث معك ولم تكمل قراءة الإعلان؟، ما فكرة المحتوى الذي جذبك فأكملت قراءته وربما احتفظت به أو بقي عالقًا في ذاكرتك؟