برأيك..الإفلاس بعد النجاح يعدُ نهاية الطريق؟

في هذه الأيام نتوقع من الحياة كل شيء، فلا يمكن لشخص أن يضمن نجاه مستقبلاً ولكن يمكنه من تقليل خطر الخسارة أو الإفلاس أو المحافظة على رأس أمواله على الأقل .

الإفلاس بعد النجاح ليس بعار على صاحبه وإنما هو عقبة أو تحدي عليه أن يستمع طاقته كلها لتخطيه .

هناك مقولة أحفظها دائما " القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود" لخص هذا المثل الإدارة الصحيحة للمال

ماذا عنك، هل ترى بأن الإفلاس بعد النجاح فشل؟ 

لو كان سبب الافلاس هو سوء ادارة مالية مثل ما حدث مع تايسون فالإفلاس في هذه الحالة فشل لأنّ نهاية الصرف الطائش معروفة، وألوم في هذه الحالة إدارة أعمال تايسون التي لم تنبهه أو تنصحه بإستثمارات مفيدة، وبالحديث عن الرياضيين أرى أنّ أفضل نموذج إدارة ثروة هو الذي قام به وكيل أعمال كريستيانو رونالدو، جميع الاستثمارات التي نصحه بها نجحت وجعلت منه أول لاعب يدخل تصنيف المليارديرة.

أما لو كان الإفلاس بسبب عامل غير مُتوقع مثلما حدث في جائحة كورونا الأخيرة فأعتقد أن وصف الأمر بالفشل قاسي نوعا ما، لأنّ تأثير الجائحة الأخيرة فاق التوقعات وامكانيات الشركات وخصوصا الناشئة منها، وحتى الشركات الكبرى التي كانت متجهزة بخطط لحالات الطوارئ خسرت الكثير.

هو يعبر عن فشل في إدارة الموارد، ومن حسن الحظ أن نقرأ قصة لمفلس تمكن من التملص من إفلاسه وعاد مرةً أخرى دون أن يصاب بالجنون أو يلقى به في السجن أو الشارع، يقول مارك مانسون في كتابه (أسرار عقل المليونير) بأن الشخص صاحب عقلية المليونير يمكنه أن يعود بعد أن تسحقه جائحة، ويمكنه أن يعود بسهولة وبسرعة أيضًا، لأنه يمتلك الأساسات المتينة، تلك الموجودة في عقله وليست في مكانٍ آخر، وضرب مثال بهذا لدونالد ترامب الرئيس الأمريكي السابق، حيث مر الأخير بجائحة مالية كارثية، غير أن عودته لم تأخذ وقتًا طويلًا.

أما النموذج المذكور فهو شخص امتلك الملايين، لكنه ليس مليونير، فالمليونير يتمتع بالثراء في عقله، هو مليونير فكريًا، أما الذين يمسكون الملايين بعد الحصول على جائزة أو ينصيب فسوف يعودون مرةً أخرى إلى حيث كانوا لأنهم سيديرون أموالهم بالطريقة الخطأ.

دائمًا ما أقول انه لولا الفشل لما وجد النجاح، وأقولها بشكل آخر لولا الإفلاس لما وجد الثراء .

هذه هي الحياة لولا وجود ضد الشيء لما كان للشيء معنى.

لا يعتبر الإفلاس بعد النجاح فشلًا لأنه بالتأكيد يحاول الفرد تفاديه بأي وشيلة كانت سواء نجح في ذلك فعلًا أم لم ينجح، ولكن يبقى شرف المحاولة.

لا أحد يسعى للإفلاس ولكن الشخص المدير لحسابته جيدًا هو ما يأخذ ذلك اليوم على محمل الجد، ولو حدث هذا مع مايك تايسون وادخر مبلغًا من المال عندما كان ثريًا كان يمكن أن يتخطى جزء كبير من تلك العقبات التي واجهها عندما أفلس .