يقول جيمس كلير في كتابه العادات الذرية: ينص تأثير ديدرو على أن شراء أي شيء جديد عادة ما يخلق دائرة مفرغة من الاستهلاك تؤدي إلى عمليات شراء أخرى لاحقة.
ماهي ظاهرة تأثير ديدرو؟ وكيف تؤثر على عاداتنا الشرائية؟
نسبت هذه النظرية للفيلسوف الفرنسي دينيس ديدرو الذي عاش حياته فقيرا قبل أن يبيع مكتبته الخاصة لكاثرين العظمى "امبراطورة روسيا".
بعد ذلك حصل على مال لا بأس به مقابلها، وبدأ يقتني أشياء.. أولها قفطان جميل وفخم، لكنه سرعان ما لاحظ أنه لا يتناسب ولا يتناسق مع باقي مقتنياته فتبعته الكثير من المشتريات اللاحقة "طاولة جديدة لمنزله، تغيير كرسيه القديم..".
ومن هنا تم إعطاء إسم لهذه الظاهرة تأثير ديدرو "Diderot effect"، التي تحدث مع جميع الأشخاص وفي كل مكان، فإذا إشترت المرأة فستان سيتبعه حلق أو حذاء.. وهذا ما يحدث أيضا مع الرجل، وهذا يشمل جميع أنواع المقتنيات.
لن أتعمق أكثر في الحديث عن هذه الظاهرة من جانبها النفسي فهي تحدث مع الجميع ونعتبرها شيء طبيعي نوعا ما، لكن ما سأتجه له هو تأثيرها في زيادة كمية الاستهلاك، الذي يؤدي بدوره إلى حدوث خلل في إدارة المصاريف.
فقبل أن نقوم بعملية الشراء نضع في الحسبان مشتريات محددة والمبالغ المتوقعة لكل منها وفي الأخير سنتحصل على الميزانية المبدئية، لكن عندما تتضاعف هذه المشتريات بتأثير ديدرو يؤثر ذلك بكل تأكيد على تلك الميزانية، وقد يخلق معه مشاكل أخرى كعدم توفر السيولة نهاية الشهر."خاصة بالنسبة للأشخاص ذوى الدخل المحدود".
برأيك كيف يمكننا التحكم بأنفسنا في اختيار المشتريات دون نترك تأثير ديدرو يسيطر علينا؟
وماهي الإستراتيجيات التي تتبعها في إدارة مصاريفك؟ "فأنا مثلا أشتري الأولويات من القائمة التي حددتها سابقا، وإذا أعجبني شيء آخر لم أضعه في الحسبان أتركه في القائمة الثانوية، إذا تبقي مال من الميزانية قد أشتري ذلك الشيء وقد أتخلي عنه حسب حاجتي له".
التعليقات